رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته أنت وجميع موتى المسلمين، واعذرني فأنا أعترف لك كمواطن أنني قصرت في حقك فلم أوفيك ما تستحق من الثناء عليك خلال حياتك، لأننا كنا منهمكين في الدنيا وأيامها.. لم نبح لك بما في صدورنا من التقدير والمحبة.. وبعد أن أفقنا من سباتنا الذي فرضته علينا الحياة كانت الأيام تمضي بسرعة دون أن نشعر بها حتى فقدناك يا ابن عبدالعزيز. لا أعرف كلمة جديدة استخدمها في رثائك فالجميع استخدم كل شيء، كل عبارة، كل جملة، لم يتركوا لي كلمة واحدة حتى أذكرها في سردي لمواقفك النبيلة أو إعطائك الوصف الذي تستحقه.. كريم، حليم، مؤمن، قلب حنون، يد ممدودة ، فكر واسع، شخصية تهز بمواقفها وأفعالها أغلظ القلوب وأصعب الرجال. رحلت يا نايف فهذه مشيئة الله ولا اعتراض على قدره.. نعم تركتنا ونحن في أمس الحاجة إليك وشعرنا بالوحدة بدونك، ولكن إيماننا بالله ثم بوجود خادم الحرمين الشريفين وإخوانه البررة، أمد الله في أعمارهم خفف علينا المأساة والمصاب والوحشة. رحيلك أحزننا ولكنه أفرحك لأنك ستكون في جواره جل وعلا أيما جوار وكلنا سائرون على نفس الدرب فهذه سنة الله في خلقه «ولن تجد لسنة الله تبديلا». نفخر بك حيا وميتا، فالعظماء تزداد محبتهم بعد فقدهم، حينئذٍ فقط نستدرك أن من أبعدتنا الدنيا عنهم شعرنا بحاجتنا لهم الآن. اخلد بجوار ربك يا ابن عبدالعزيز، فقد تركت من خلفك أبناءك وأبناء بلدك الذين لفهم الحزن لفراقك ولكن العهد باقٍ والقافلة تسير وستبقى في قلوبنا لأنك من أولئك الذين سيذكرهم التاريخ ويكتب عنهم في سجل من ذهب وحبر لا يجف. رحمك الله يا نايف وأسكنك جناته وسائر عباده الصالحين وصدق الله العظيم القائل «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».