بدأ 14 مؤذنا من المؤذنين المعتمدين بالمسجد الحرام في رفع الأذان خلال شهر رمضان من "مكبرية" الحرم معتمدين على الإشارات الضوئية والتوقيت الزمني. يقول المؤذن الشيخ نايف بن صالح فيدة إن 14 مؤذنا يتشرفون حالياً برفع الأذان بالمسجد الحرام، في أوقات الصلوات والإقامة والتبليغ وفق جدول منظم بمتابعة من شيخ المؤذنين علي ملا، وهذا الجدول وضع من بداية شهر شعبان الماضي ويستمر العمل بموجبه طيلة شهر رمضان المبارك بتواجد المؤذن الأساسي والمؤذن الملازم وكذلك المؤذن الاحتياطي. ويضيف المؤذن الشيخ فاروق بن عبد الرحمن حضراوي ل "الوطن" أن الأذان نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولذلك أحرص قبل رفعه على الإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرب القليل من ماء زمزم خلال الفروض في الأيام العادية، أما في شهر رمضان فيكون ذلك في الفروض التي تلي صلاة المغرب وتحديداً العشاء والقيام والتهجد والفجر. وقال: أنا من الأشخاص الذين يبتعدون عن تناول الطعام الكثير خاصة العشاء ، كما أبتعد عن شرب السوائل الباردة أو الساخنة ذات الميزة الحارة. وأوضح مؤذن الحرم المكي الشريف الشيخ توفيق بن عبد الحفيظ خوج أن المؤذن يكون في حالة تهيئة نفسية قبل الشروع في رفع الأذان، وخاصة لصلاة المغرب في شهر رمضان المبارك، لافتاً إلى أن المؤذن الذي يتولى رفع الأذان لصلاة المغرب يحضر إلى المكبرية "موقع رفع الأذان المخصص في المسجد الحرام" قبل موعد الأذان بوقت كاف يتراوح بين الساعة والساعة ونصف الساعة، خاصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم، تلافياً للزحام والاختناقات المرورية، مشيراً إلى أن المؤذن يتقيد بالمواعيد التي يتم تنظيمها وجدولتها بحضور كافة المؤذنين وذلك بعد التنسيق مع شيخ المؤذنين, ويوضع هذا الجدول لتنظيم أوقات ومواعيد الأذان ويتفق عليه كافة الزملاء من المؤذنين، وعندما يكون الدور عليّ في النداء لرفع أذان المغرب أحرص على الحضور المبكر بوقت كاف إلى المكبرية، وخلال ذلك الوقت أتشرف بالنظر إلى الكعبة المشرفة والاستمتاع بمشاهدة الطائفين والراكعين وتلاوة القرآن والذكر، وعندما يحين الوقت لرفع الأذان بعد إضاءة المصابيح التي توضح بأن الميكروفونات والتجهيزات الصوتية على أتم الاستعداد وتزامن التوقيت سواء ( الزوالي أو الغروبي) وفق مواعيد أذان صلاة المغرب حسب توقيت تقويم أم القرى أشرع في رفع النداء لأذان صلاة المغرب، فالمؤذن يعتمد على الإشارة الضوئية وعلى التوقيت الزمني. وأعرب الشيخ المؤذن أحمد بن يونس خوجة "وهو من مؤذني المسجد الحرام الجدد" عن سعادته بهذا الشرف العظيم، وقال إن على المؤذن أن يكون قدوة لغيره من الناس وخاصة أنه في هذا العمل الجليل. وأكد المؤذن الشيخ الدكتور عصام خان "وهو من مؤذني المسجد الحرام الجدد أيضا" أن مشاعر الفخر والفرح والإحساس بالمسؤولية هي التي تنتابه، وقال: إن المكان الذي نقف فيه لرفع الأذان هو أشرف بقعة وأطهر مكان في الأرض من أمام الكعبة مما يثير مشاعر الفرح والسرور. ولعل من المفارقات أن هؤلاء المؤذنين يتبعون عددا من الوسائل للمحافظة على سلامة الصوت وجماله، وسلامة الحنجرة والحبال الصوتية والقصبة الهوائية والشعب، ومن تلك الوسائل والاحتياطات البعد عن التعرض للتيارات الهوائية الباردة وخاصة المفاجئة، والبعد أيضاً عن تناول الأطعمة والمشروبات الباردة وخاصة الماء البارد، والبعد كذلك عن تناول المثلجات (الآيس كريم) إضافة إلى البعد والتقليل من تناول الأكل الحار والفلفل، والحوامض والمخللات، لأن جميعها تؤثر على الصوت والجهاز التنفسي، وهنالك العديد من الوصفات الطبية الشعبية، تعتمد على الطب النبوي مثل تناول الماء الدافئ وملعقة من العسل والحبة السوداء وملعقة من زيت الزيتون وتناول قطع من "السكر نبات".