جسد ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله قيم التراحم والتعاطف والمساواة، وتقديره لكل من يخدم الآخرين، ولم يفرق في ذلك بين مواطن ومقيم، تمثل ذلك في منحه الشهيد الباكستاني فرمان على خان رحمه الله، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله تقديرا لدوره في إنقاذ 14 شخصا من الغرق، خلال السيول التي اجتاحت محافظة جدة عام 1430ه، إذ استشهد فرمان بعد أن كتب الله على يديه إنقاذ تلك الأرواح. وحرص الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله على الرغم من مسؤلياته الجسام على تكريم «عائلة فرمان» في حفل الاستقبال السنوي للحج في منى، فالراعي «نايف الخير والأمان» ممثلا عن مملكة الإنسانية والشهود ممثلين عن أكثر من 183 دولة والحدث أمام عدسات العالم يروي ملحمة وفاء وتقدير تعكس منهج المملكة الإنساني والفريد. كان الأمير نايف وهو يسلم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لوالد البطل «فرمان»حاضرا بالشكر والثناء على ما قدمه من تضحية، ولكن الأهم هو الشعور بأن ما بذله يستحق التكريم، وهو واجب علينا فعله؛ لنجازي الإحسان بمثله.. في تلك اللحظات كان العناق حارا بين الأمير نايف ووالد «فرمان».. هو عناق فريد يمنح الذات فرصة للتأمل في عظمة شخصية تميزت بالكرم وتقدير كل من يقدم خدمة للإنسانية. الأمير نايف الرجل القريب من كل تفاصيل مجتمعه، الواعي لمسؤولياته، كان عناقه لوالد الشهيد فرمان «ملحمة صدق ووفاء»، أدرك حينها أنه يعانق أبا فقد ابنه في ميدان الشرف والتضحية، وترك خلفه أطفالا أيتاما، ويدرك أيضا أن رد الجميل ليس كافيا دون مواساة محلها القلب الصادق بالدعوات.. ويعلم كذلك أن منهج المملكة الإنساني لا يكفيه استقبال مودة وتعاطف وتقدير، وإنما يتبعه فعل ملموس من التقدير والتكريم. رسم الأمير نايف رحمه الله بتكريمه والد الشهيد «فرمان» صورة زاهية مشرفة سيذكرها التاريخ، ويؤكد من خلالها أن المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين سواسية في عيني نايف، ويتجلى ذلك في حرصه وسهره على راحة ضيوف الرحمن منذ أن يصلوا بلادنا وحتى يغادروها. تلاشت الفوارق والميزات أمام الأمير نايف كان تجلت شجاعة وافد وبذل روحه من أجل الآخرين، فكان رحمه الله أكثر كرما وإنسانية، مقدرا الفعل الجميل أيا كان مصدره، وجنسيته، ولونه، وعرقه.