عبر مجلس الشورى في بيان له عن بالغ الحزن والأسى لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس السبت. ورفع المجلس رئيسا وأعضاء ومنسوبين أحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في وفاة أخيه وولي عهده – رحمه الله. كما رفع المجلس تعازيه ومواساته إلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى أبناء الفقيد، وإلى الشعب السعودي الوفي. وقال مجلس الشورى: «إن مجلس الشورى وهو يشاطر كلا من الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي المخلص والأمتين العربية والإسلامية في هذا الخطب الجلل ليعتبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز خسارة جسيمة للوطن والعرب والمسلمين، فقد كان رحمه الله مثالا حيا لرجل الدولة ورجل العصر ورجل الأمن الذي كان السد المنيع للوطن والقريب من قلوب المواطنين». واستذكر المجلس الأعمال الجليلة التي سيخلدها التاريخ لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – في مختلف المجالات الشرعية والإدارية والأمنية والعلمية والثقافية، إلى جانب الأعمال الإنسانية، فقد أسهم – رحمه الله – بما يملكه من رؤية ثاقبة وحنكة سياسية وبعد نظر فيما تعيشه المملكة من نهضة تنموية. وأشار المجلس في بيانه إلى عطاءات سموه وإنجازاته في مسيرته العملية التي لم تقتصر على جهوده في المجال الأمني بوصفه وزيرا للداخلية ورجل الأمن الأول في المملكة فحسب بل تجسدت في موقعه كرجل دولة يملك الخبرة الإدارية وبعد النظر حيث تصدى للكثير من قضايا الوطن والمواطن وعالجها بكل حنكة وخبرة وبمهارة السياسي ذي الرؤية السديدة التي توازن بين مصلحة الدولة ومصالح المواطنين، وأسهم في تنمية الوطن عبر المناصب التي تقلدها واللجان التي رأسها. وأضاف المجلس في بيانه، «أن سمو ولي العهد ملك رصيدا ضخما من العطاء بذله في خدمة دينه ومليكه ووطنه والدفاع عن حياضه والسهر على أمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته». ولفت إلى النجاح منقطع النظير الذي حققه سمو ولي العهد في التصدي لأرباب الفكر الضال ومحاولاتهم الإرهابية والضربات الاستباقية التي حققها رجال الأمن لوأد المخططات الإرهابية والوصول إلى أوكارهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، تلك النجاحات التي شهدت بها كبريات الدول، كما لسموه جهود كبيرة ومشهودة في الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم والسهر على رعايتهم وتيسير السبل لهم، كما رأس رحمه الله العديد من الجمعيات الخيرية والجهود التي تعنى بدعم العمل الخيري داخل المملكة وخارجها. وأشار مجلس الشورى إلى الجهود التي بذلها سمو ولي العهد في خدمة الإسلام وفي مقدمتها السنة النبوية، حيث أنشأ جائزة الأمير نايف للسنة النبوية، إلى جانب جهوده – رحمه الله – في نشر الدعوة الإسلامية ودعم مؤسساتها ومناشطها في العالم، والكراسي العلمية ومنها قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو، ومعهد الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات السنة النبوية في جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية، وكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز. وقدر مجلس الشورى الدعم والاهتمام الذي لقيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والجهود التي بذلها – رحمه الله – في تطوير المجلس والإيمان العميق بأدواره ومهامه تمثل ذلك في حضوره لجلسات مناقشات المجلس للمواضيع التي تتعلق بالنواحي الأمنية ومكافحة الإرهاب. وسأل المجلس في ختام بيانه باسم رئيسه وأعضائه ومنسوبيه الله تعالى جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه أجر ما عمل لدينه ووطنه وأمته خير الجزاء، ويجعل ذلك في موازين حسناته، وأن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويديم عليها الأمن والاستقرار.