الأمن مطلب ، والسياحة ترويح ، والطبيعة هبة من الله ، فالإنسان يتأمل بسرور وبهجة في مكنونات الطبيعة وجمال الأشجار وعبق الأزهار ، وزينة السماء وصفائها وانحدار الماء من قمم الجبال ، ومن مبدأ ولبدنك عليك حق يعمد كثير من الناس هذه الأيام إلى مناطق الترويح والسياحة للمتعة والتسلية وكسر الروتين الرتيب بعد عام من العمل ، ولكل وجهة يؤمها ، والمناطق السياحية في بلادنا الحبيبة تملك كل مقومات الطبيعة الجميلة وكل أركان السياحة الناجحة فهي وجهة يؤمها مصطافون كثر من الداخل والخارج لما تتمتع به من طبيعة خلابة ورياض وارفة وجو بديع ، والاهم من هذا كله وما يطلبه كل إنسان لنفسه وأسرته هو الأمن والذي عز وجوده في كثير من بقاع الدنيا اليوم ، أما في مملكتنا الغالية فيسير المرء بأسرته من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن بحرها إلى خليجها لا يخشى إلا الله ، فقد انعم جل وعز على هذه البلاد الطيبة بنعمة الأمن ولا يعكر صفو السائح بها والمصطاف إلا غلاء الأسعار وجشع التجار .. فالغلاء موال متكرر وفي الصيف تعاد تشكيلة الأولويات والاهتمامات لدى المواطنين ، فتعتلي الشكوى من غلاء أسعار الشقق والفنادق في مناطق الجذب السياحي قائمة الشكوى وتعيد نفسها لتشكل هاجسا لكل من قصد سياحة داخلية في ربوع بلاده . فهي عقبة مزمنة لم تستطع هيئة السياحة والآثار أن تتجاوزها رغم الوعود المتكررة لضبط الأسعار ورفع مستوى الخدمة المقدمة في مراكز الإيواء ، ومن خلال تجربة شخصية إضافة إلى تجارب بعض الأصدقاء يجد المصطاف قائمة بالأسعار قد علقة على حائط ذلك الفندق أو تلك الشقة تناقض السعر الذي يطلبه موظف الاستقبال والذي في الغالب من العمالة الوافدة .. وعند سؤالك عن التناقض بين التسعيرتين تجد الجواب بكل بساطة أن التسعيرة المعلقة للأيام الاعتيادية أما تسعيرة الموظف فهي للمواسم !! أو يفيدك الموظف أن هذه تسعيرة المواسم ولكن لم تعلق بعد ! في عذر أقبح من ذنب .. وهيئة السياحة والآثار وبرغم من أنها جهة حكومية منوط بها ضبط أسعار مراكز الإيواء من شقق مفروشة وفنادق ومراقبة مستوى الخدمة المقدمة بها ومدى توافقها مع التصنيف السياحي لتلك المراكز إلا أنها تغيب في مواسم السياحة سوى من بعض الظهور الإعلامي والتصاريح التي تصور لك أنها موجودة في كل شبر من المناطق السياحية .. سؤالي الأخير هل هيئة السياحة والآثار ممثلة في موظفيها الذين سودوا الصحف بالتصاريح يصطافون في بلادنا ومصائفنا ويعانون ويلات الغلاء كحالنا أم ساحوا في ارض الله الواسعة؟ ياسر احمد اليوبي (مستورة)