تسارعت خطى الجهود الدولية غداة إعلان مسئول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة هيرفيه لادسو أن سورية باتت في حرب أهلية، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس عن اعتزام بلاده إطلاق جهود في مجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم «تحت الفصل السابع»، يرغم نظام بشار الأسد على وقف أعمال العنف ضد شعبه، فيما واصلت قوات النظام عملياتها القمعية ما أدى إلى سقوط 72 قتيلا. وقال فابيوس في مؤتمر صحافي، «ينبغي اللجوء إلى الفصل السابع لجعل بنود خطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان إلزامية»، مضيفا «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل اتخاذ هذا الإجراء سريعا». وأضاف «سمعنا حتى الصين تعرب اليوم (أمس) عن قلقها البالغ، ولذا ينبغي أن يتحرك مجلس الأمن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة عنان تحت طائلة عقوبات قوية جدا»، ورأى أن موقف موسكو وبكين يمكن أن يتغير لأن سورية باتت الآن في وضع يمكن وصفه بأنه حرب أهلية. وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أن العمل على وضع مشروع قرار في الأممالمتحدة سيبدأ في القريب العاجل لكنه لن يطرح للتصويت إذا رفضته روسيا. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريحات للصحافيين في كابول، إن سورية على حافة الانهيار أو على حافة حرب أهلية طائفية دامية. وأضاف «حتى لو تم منح الرئيس الأسد حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود إلى السيطرة على الوضع»، ورأى أن من مصلحة روسيا استخدام نفوذها لدى الدولة السورية من أجل التنفيذ الكامل لهذه الخطة»، وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن هيغ سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم في كابول ويبحث معه سبل تفعيل خطة عنان. وفي موازاة ذلك، اندلع جدل بين واشنطنوموسكو. فقد نفت واشنطن اتهام روسيا لها بأنها تسلح المعارضة السورية، بعد أن اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة بتسليح المعارضة السورية ردا على تصريحات أدلت بها نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول حول تزويد موسكو النظام السوري مروحيات مقاتلة، وسارعت موسكو لاحقا إلى نفي التصريحات المنسوبة إلى وزير خارجيتها في طهران، مؤكدة أن خطأ في ترجمة تصريحه إلى الفارسية يقف وراء ما حصل. ميدانيا أفاد نشطاء من المعارضة السورية أن مئات من عناصر قوات نظام الأسد تدعمهم الدبابات توغلوا داخل دير الزور الشرقية أمس فيما وصف بأنه هجوم كبير على المحافظة التي يسيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على مساحات واسعة من أراضيها، ووسع النظام من عملياته العسكرية، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من منطقة الحفة في اللاذقية، وأفاد ناشطون أن قوات الأسد قصفت البلدة بالمروحيات والمدفعية والدبابات، بينما تقوم قوات برية باعتقال الشبان وتنهب المنازل، وأكد الناشطون أن القوات النظامية هاجمت بطائرات هليكوبتر القرى وفي وقت لاحق هاجمت الدبابات ثم دخل جنود المنازل ونهبوها وأشعلوا النار.