رفع السفير السعودي في كوبا سعيد بن حسن الجميع، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الثقة الملكية، معربا عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للغاية نفسها، وأوضح الجميع في تصريح خاص ل «عكاظ» أنه يسعى إلى تنمية العلاقات بين كوبا والمملكة أساسها الاحترام المتبادل، وتعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين. وأضاف، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين تم افتتاح سفارة المملكة في هافانا في شهر جمادى الأولى العام الماضي 1432ه، وقد يخفى على البعض أن علاقات البلدين تعود ل 55 عاما مضت، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية كوبا في 13/3/1956م عقب تبادل وثائق التمثيل بين رئيس البعثة الكوبية وبين سفير المملكة في واشنطن آنذاك عبدالله الخيال رحمه الله، وبقيت العلاقات حتى افتتاح السفارة في هافانا العام الماضي، حيث عينت بها آنذاك كقائم بالأعمال إلى أن صدر مؤخرا الأمر السامي بتعييني سفيرا. وأوضح الجميع، أن افتتاح السفارة لقي الدعم والترحاب من الوهلة الأولى، وعلى كافة المستويات في الحكومة الكوبية، وقال: «وجدنا أيادي وقلوبا مفتوحة وتعاونا بناء، وهذا الدعم مكن سفارة المملكة من الحصول على أفضل المواقع سواء كمقر لها أو لسكن أفرادها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة والتقدير التي تحظى بها المملكة لدى الحكومة الكوبية، ومنذ اللحظات الأولى لافتتاح السفارة أسست علاقات وعلى كافة المستويات أساسها الاحترام المتبادل». وأردف الجميع بالقول: «عملت السفارة إلى تنمية العلاقات من خلال تبادل الزيارات، حيث زار كوبا في الشهر الأول من افتتاح السفارة وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية في المملكة في إطار الاتفاقية الثنائية بين البلدين، أعقبه وفد من وزارة الزراعة السعودية وذلك لبحث أوجه التعاون في المجال الزراعي والتعرف على فرص الاستثمار في هذا الجانب، بالإضافة إلى زيارة وفد من صندوق التنمية السعودي، كما زار المملكة وفد من وزارة الخارجية الكوبية، والأسبوع الماضي رتبت السفارة برنامجا لزيارة وزير التجارة والاستثمار الأجنبي الكوبي إلى المملكة التقى خلالها وزير التجارة السعودي ووزير الزراعة وتأتي هذه الزيارات في إطار تنمية العلاقات بين البلدين في كل المجالات، مشيرا إلى التطور الذي تعيشه جمهورية كوبا في المجال الطبي». وتابع، تعد كوبا من الدول القلائل التي تنتج أشهر ثلاثة أدوية لعلاج ثلاثة من الأمراض المستعصية، دواء سكري القدم، حيث يؤدي استخدامه إلى منع بتر الأطراف، ومصل علاج السرطان يستخرج من سم العقرب الأزرق، بالإضافة إلى دواء البهاق، وهذه الأدوية تصدر إلى دول عربية مثل الجزائر، اليمن، وسوريا، ودول أمريكيا اللاتينية، وبعض دول أوروبا، وفي هذا الخصوص يزور المملكة حاليا وفد طبي للقيام بحالات علاج لمرضى يعانون من داء السكري، وتسعى السفارة إلى الاستفادة من التجارب والخبرات الطبية الكوبية في هذا المجال وذلك بنقلها إلى المملكة، وهناك تطور هائل في الكوادر الطبية المتخصصة، حتى أن دولة مثل قطر أنشأت مستشفى في الدوحة يدار بالكامل بأياد طبية كوبية. وزاد، في مجال التبادل التجاري والاستثماري، تسعى السفارة إلى فتح مجال الاستثمار وتنمية الصادرات السعودية إلى كوبا، منها منتجات شركة سابك، شركة الكابلات السعودية، خاصة أن المنتجات السعودية تتمتع بجودة عالية. وحول التمثيل الأول للمملكة في هافانا، قال: «الكوبيون وخاصة الحكومة الكوبية تعرف جيدا المكانة الروحية والاقتصادية والسياسية للمملكة، وتعمل معنا على هذا الأساس، كما تعرف أيضا ثقل المملكة على الساحة الدولية وتأثيرها الإقليمي والدولي على مجريات الأحداث، هذا يسهل عمل السفير وأعضاء السفارة، ولكن في نفس الوقت يضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة لإظهار هذه المكانة وهذا الأمر يتطلب جهدا يوازي هذه المكانة لما تستحقه بلادنا من تشريف وتمثيل مسؤول، أما على المستوى غير الرسمي يتم تحقيق ذلك من خلال حرص السفارة على مشاركة المملكة في كافة المعارض سواء التجارية أو معارض الكتب أو من خلال المشاركات الثقافية والتواجد بفعالية في الأنشطة والأمسيات والمناسبات الرسمية وغير الرسمية لإظهار مواقف المملكة والصورة الحقيقية الجميلة عن بلاد الحرمين». وفي تعليق له على كلمة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة فتح السفارة قال أول سفير للمملكة في كوبا، إن الملك عبدالله يضع في أكثر من مناسبة النقاط على الحروف، ويؤكد في كلمته على خدمة مصالح المواطن كإحدى أولويات السفير والسفارة، ومن هنا فإن خدمة الوطن والمواطن تحتل حيزا كبيرا من عقل وتفكير خادم الحرمين الشريفين سواء في الداخل أو في الخارج. يذكر أن السفير الجميع سيباشر عمله في سفارة خادم الحرمين الشريفين في كوبا الخميس القادم بعد الانتهاء من تجهيز السفارة في أحد أهم أحياء العاصمة هافانا.