وضع صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء السبت الماضي حجر الأساس لمقر الجامعة العربية المفتوحة بالرياض، وهي إحدى مشاريع التنمية المستدامة للبرنامج الإنمائي للخليج العربي «أجفند»، والتى يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز وهو المقر الأول للجامعة التي تغطي مراكزها الأقليمية ست محافظات في المملكة، ولعله من محاسن الصدف أن يتزامن وضع حجر الأساس للمقر حصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي البريطاني لمدة خمس سنوات، مما يؤكد الطمأنينة على المسار الأكاديمي للجامعة وفقا للمعايير الدولية ويمكن القول إن التعليم الجامعي المفتوح تجربة رائدة تبناها الأمير طلال بأهداف سامية وغير ربحية فى سبع دول عربية قدمت أنموذجا مميزا للتعليم العالي بمعايير عالمية وتكاليف رمزية ليراهن به على مستوى مميز من الجودة والنوعية ويراهن به على إتاحة فرصة التعليم العالي لمن فاته الركب وخاض تجربة العمل وهو دون المستوى الجامعي، فيرتقي بالعلوم المهنية وهو على رأس العمل بما يحقق النقلة النوعية في التعليم العالي ويسرع من وتيرة التحول إلى مجتمع المعرفة. ولا شك أن نقل التقنية والتجارب الدولية في مجال التعليم العالي للمملكة هي إحدى صور التميز كما أن الارتباط الأكاديمي مع جامعات مرموقة عالميا هي إحدى عناصر القوة في المنافسة، وبالتالي فإن التعليم العالي المفتوح بما تراهن عليه بحاجة إلى مزيد من الشراكات مع جامعات ومؤسسات عالمية في تخصصات مهنية لخدمة من هم على رأس العمل، كالزمالات المهنية وتجسير التعليم الجامعي لخريجي دبلومات الكليات المهنية وتخصصات سوق العمل بمدخلات الثانوية العامة، مثل وظائف خدمات المطاعم والفندقة وخدمات البيع بالتجزئة.. إلخ وبهذه الآلية نحقق دوران الوظائف. ولا شك أن الأهداف التعليمية لمخرجات تلك التجارب وهي تخدم من هم على رأس العمل بحاجة إلى النكهة العربية أو حتى السعودية في مناهجها بما تتلاءم مع مدخلاتها من البيئة المحلية، وبالتالي فهي بحاجة إلى محاكاة هذه البيئة بما يتوفر فيها من تجارب عملية يستفيد منها الدارس في طبيعة عمله، كما أن آليات تلك التجارب قد تحتاج إلى إعادة نظر بما تتلاءم مع إمكانات الشريحة المستهدفة لهذا النوع من التعليم، فقد يكون مناسبا استبدال اللقاءات التقليدية أو جزء منها بلقاءات الفصول الافتراضية وبث محاضرات أنموذجية مسجلة على الأرشيف الإلكترونى أو على قناة فضائية، وهذه من الخصائص المميزة للتعليم المتعدد الوسائط. والتعليم العالي بالمملكة بالرغم من فتح باب التعليم عن بعد في الجامعات الحكومية يظل بحاجة إلى أنموذج التعليم المفتوح ولذلك أطلقت وزارة التعليم العالي الجامعة الإلكترونية لتلبية احتياجات من هم على رأس العمل بالإضافة إلى الشرائح النسائية التي تحتاج إلى مرونة المكان والزمان في التعليم. وبوجود تجربة الجامعة العربية المفتوحة وبانطلاقة الجامعة الإلكترونية المرتقبة نتوقع توجه وزارة التعليم العالي لدعم وتطوير هذا المسار تنظيميا وأكاديميا ليتكامل مع مسار التعليم التقليدي وذلك من حيث الاعتماد الأكاديمي ودعم الثقة في شهاداتها وخريجيها. نثمن للأمير طلال مبادرته بإحدى بذور التنمية المستدامة وحرصه على نشرها على مستوى الوطن العربي وقد يكون مناسبا مع التوسع في فروع الجامعة في الوطن العربي التفكير في استقلالية الفروع عن بعضها بما يحقق عنصر التنافس والتميز ويتماشى مع متطلبات كل بلد عربي على حدة وإمكاناته المادية وشروط التعليم العالي فيه ويحقق الإطار التكاملي للمراكز الإقليمية للجامعة في الوطن الواحد، وفي الجانب الآخر يمكن التكامل بين الجامعات العربية المفتوحة في الوطن العربي من خلال اتحاد الجامعات العربية المفتوحة.