استفزت إيران عرب الخليج والعرب بشكل عام بادعائها أن البحرين إحدى محافظاتها. وزاد استفزازها دعوتها مواطنيها للتظاهر يوم الجمعة 27/6/1433ه (18/ 5/2012م) احتجاجا على أي اتحاد يقوم بين عرب الخليج وتحريض إيران للإيرانيين والشيعة المتعاونين معها في البحرين ضد فكرة الاتحاد الخليجي. وصدرت تصريحات لرسميين وملالي إيرانيين ضد فكرة إتحاد دول الخليج العربية، ولازالت التصريحات المعادية والاستفزازات والتهديدات مستمرة، وسيظل كل ذلك مستمرا طالما غاب العقل والوعي. والأدهى والأمر أن يصرح هؤلاء القادة (الرسميون والملالي) بأحقية إيران بالبحرين وبأحقية الاتحاد معها كونها، كما يدعون، تمثل لديهم المحافظة الإيرانية رقم (14)، أما اتحاد البحرين مع أحد أو كل أشقائها العرب الخليجيين فمحرم ذلك بنظرهم. أليس هذا عين التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج العربية؟، ثم أليس هذا كافيا للحكم على إيران الفارسية أنها بصدد تحقيق مصالح سياسية وقومية أملتها إستراتيجية طويلة المدى مؤداها بث بذور التفرقة بين العرب، كسلم لإعادة الإمبراطورية الفارسية؟. ضمن هذه الإستراتيجية ضرورة إيجاد العدو، وهم العرب، أو الآخر كما يشار إليهم من قبل الفرس (سياسيين وأدباء ومفكرين..)، وليسوا الجيران أو الأشقاء المسلمين، وذلك لتوحيد الفرس وراء حكومتهم، سجينة الهزائم التي منيت بها عبر التاريخ، من قبل: الإسكندر المقدوني والإمبراطورية الرومانية والعرب والعثمانيون. كونها ترى نفسها وريثة إمبراطورية فارسية، تعمل إيران على الدوام لإحداث الضرر بالعرب، خاصة عرب الخليج، ومحاربتهم وتهديدهم عسكريا وتسليط إعلامها المغرض ضدهم واحتلال أراضيهم. والسوابق تتكلم: احتلت إيران حتى الآن الأحواز، والجزر الإماراتية وتوسعت في الحدود مع العراق وتصرفت بعداء للعرب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي دول الخليج العربية، واستخدمت التشيع الإيراني المشبوه في المنطقة العربية لشق صف العرب وتفتيتهم، تماما كما تريد إسرائيل، ولا يستبعد أن يكون تنسيق بينهما في ذلك. فعلى مر السنين ثبت أن هناك تعاونا وتنسيقا غير معلنين بين اليهود والفرس لإضعاف العرب وتخريب دينهم، وهذا جار من خلال التحريض على ما يثير ويؤجج الفتن الطائفية، كما في العراق وسوريا ولبنان واليمن..، وبث بذور التفرقة والإساءة لمعاني وقيم الإسلام الصحيحة، والعمل على إيجاد فرق مذهبية مخالفة. فالعامل التاريخي لكل من إسرائيل وإيران، إلى جانب عدائهما للعرب، وحد بينهما، ففي ذاكرة إسرائيل أن اليهود طردوا من فلسطين قبل ألفي عام، وفي ذاكرة الفرس أن إمبراطوريتهم سقطت قبل 14 قرنا، وترى إسرائيل وإيران أن العرب هم من يدفعون الثمن، ولذلك تتآمران ضدهم، وتعمل إيران لتستفيد من تجربة احتلال إسرائيل لفلسطين لتحتل هي مزيدا من الأراضي العربية.. وتتلاقى المصالح «الصهيوصفوية» لإيران وإسرائيل في جهودهما لتقسيم العرب على أساس قومي وطائفي، وهذا يفسر معارضة إيران الشديدة لقيام اتحاد عربي في منطقة الخليج العربي من أي نوع.. فإيران مثل إسرائيل لا تريد أن يقوم للعرب وحدة أو اتحاد، ولو وحدة الكلمة.. والله أعلم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة