استضافت «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن برنامج حوار المسؤولية المشتركة، وحضر المشاركون عند الساعة السابعة مساء وبدأ اللقاء بعدها بساعة أي في تمام الثامنة مساء، وكان موضوع اللقاء حول السياحة الداخلية واستعرض الأمير جوانب عديدة والبعد الاقتصادي للسياحة والبعد السياسي وأشار الى وجود مشاريع تصل تكلفتها إلى حوالي 290 مليار ريال، واتهم الإعلام بأنه مقصر في تعريف المواطن ببلده، كما أشار إلى أن القطاع السياحي يعتبر من القطاعات الصناعية ويأمل أن يتم التعامل مع السياحة كصناعة ويرى أن قطاع السياحة اليوم يساهم في سعودة حوالي 20% من السعوديين، وأشار الأمير إلى أن هناك مشروع أكبر دار للقرآن الكريم في المدينةالمنورة وسيكون من معالم السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية. وبعد حديث الأمير عن السياحة والآثار في المملكة بدأ الحوار مع الأمير الذي شاركن فيه بعض من سيدات المجتمع وكانت أسئلتهن لا تتجاوز حدود المناطق وغاب الحديث عن الوطن والسياحة في ربوع المملكة الشاسعة الأطراف. واستطاع الأمير أن يفوز في الحديث باعترافه أن السياحة لم تصل الى المستوى الذي يرتضيه السائح السعودي. وبهذا الاعتراف سكت الجميع. وشعر البعض أنه خرج من اللقاء مستغرباً من عدم طرح التساؤل حول الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي تم أو سيتم الإعداد لها، لمواجهة التحديات التي تواجه السياحة المحلية، خاصة وأنه قد مضى على إنشاء الهيئة سنوات عديدة والمدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها تلك الخطط للوصول الى الحلول الإيجابية لمواجهة تحديات السياحة المحلية. وعموماً فإن السياحة مشروع وطني يعادل أي مشروع اقتصادي كبير ويحتاج الى تخطيط وتسويق وتوفير البنية التحتية والمقومات الجاذبة بحيث تستحوذ على السائح وتجعله يبقي للسياحة في الداخل. وهناك مناطق سياحية كثيرة في المملكة مؤهلة لأن تكون مناطق جذب سياحي وهي فعلاً كذلك، ولكنها تعاني من ضعف البنية الأساسية لصناعة السياحة. والهيئة بحاجة الى خطط وبرامج عملية تساهم في بناء قاعدة سياحية في مناطق متعددة تستفيد من مزايا كل مدينة وإمكاناتها الطبيعية والاقتصادية. كما تحتاج الى تخصيص مواردها المالية في بناء المعالم السياحية بالمشاركة مع القطاع الخاص، حتى يمكن أن تتحقق آمال وطموحات المواطنين الذين يعشقون السياحة المحلية ولا يبحثون عن غيرها. فهل يا ترى يمكن للمواطن أن يرى ويسمع ويفرح بالسياحة الداخلية قريباً، هذا ما يتمناه كل مواطن كما يتمنى الجميع أن يلتقي بأمير السياحة مرة أخرى وهو يعترف بأن السياحة المحلية أصبحت تنافس السياحة الخارجية ويقف الجميع مع الأمير لبناء ثقافة محلية لسياحة وطنية. *رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق [email protected]