مع إشراقة النور في كل صباح يلتقي مجموعة من أهالي بريدة في مواقع مختلفة من الجردة، يتجاذبون الحديث في كل اتجاهات الحياة ومشاغلها اليومية، كما يتداول المتسوقون والتجار آخر الأخبار وهموم التجارة وقضاياها الشائكة، فضلا عن التعاطي مع القضايا الاجتماعية والظواهر الحياتية الطارئة. وتبرز في الجهة الشرقية من سوق الجردة أسواق الحراج اليومي وسوق الربيع التي تباع بها كل السلع في حركة تجارة متسارعة ولا تخلو السوق كالعادة من المنتجات الطبيعية الموسمية حتى أن الناس أطلقوا عليه سوق الربيع لموسميته وتنوع منتجاته، مثل الكمأة وغيرها من خيرات الطبيعة، لا سيما في بداية الشتاء، كما لا يخلو السوق من صائدي الجراد وباعة السمن والإقط القادمين من مناطق البادية. ومن بين هموم السوق وإشكالياتها يطالب عبدالرحمن الغنيم، يوسف الراشد، حمد السكاكر، حمد المرزوق وإبراهيم الضليفع الأمانة بتنظيم السوق وتوسعة الساحة وإنشاء مظلة تقي التجار والمتسوقين من لهيب الصيف مع تأمين رجال حراسة لمنع جالبي السلع الرخيصة والتالفة، كما حث المتحدثون الأمانة على إنشاء سجل بأسماء الباعة حتى لا تنتشر تجارة المسروقات. ويلحظ العابر في سوق الجردة اختلاف لهجات المتسوقين، إذ يتوافد عليه الأفارقة والعرب والآسيويون ما يعني أن السوق تحتمل أيضا كي تكون فسيفساء للغات واللهجات.