ليس هناك مجتمع ولا حكومة أكثر حماسة من مجتمعنا وحكومتنا في المضي بعيدا في مجال الفعل الخيري. فالمملكة بشهادة الداني والقاصي تصدرت دول العالم في المساعدات والمعونات، كما أن المجتمع السعودي أثبت في مناسبات عديدة ان فعل الخير والتبرع خصلة أصيلة ولأن هذه الخصلة الطيبة والإنسانية لم تسلم من سوء الاستغلال في مواقف سابقة عديدة ومريرة، وضعت الضوابط والآليات التي تراقب هذا العمل الخيري وتقننه بشكل مؤسساتي ومضمون؛ حتى لا تذهب هذه الاموال التي يراد بها الخير الى أيدي من يريدون الشر بنا وبالعالم أجمع. وقد أثبتت التجارب ان هذا الفعل الخيري المؤسساتي والمقنن يحقق المراد منه بشكل إيجابي وسلس، ويضمن وصول المساعدات والأموال إلى مستحقيها. إلا أن البعض ما زال يزايد على هذه الضوابط والآليات، ويريد ان تنفلت الامور من عقالها مرة أخرى، وكأن دروس الماضي لم تعلمنا أن النوايا وحدها لا تكفي لفعل الخير، بعد أن اكتوينا من جحيم الارهاب الذي اكدت الايام ان كثيرا من التبرعات المنفلتة من اي ضبط كانت تذهب إليه، كما ان كثيرا من عمليات غسل الأموال وسرقة تبرعات المحسنين كانت تتم تحت مظلة العمل الخيري غير المسؤول. فلماذا لا يزال البعض يزايد ويحاول أن يشوش على براءة العمل الخيري، وما فائدتهم من ذلك، ولمن يريدون أن يجمعوا هذه التبرعات؟