إن المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي تظاهرة علمية رائدة، فهو توجه صائب يسهم في تطوير مخرجات التعليم العالي، ورفع المستوى العلمي والثقافي لدى جميع طلاب وطالبات الجامعات والكليات الحكومية والأهلية في المملكة وذلك من خلال مشاركاتهم سنويا في ثلاثة محاور رئيسية: العلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم الأساسية والهندسية، والعلوم الصحية، إضافة إلى النشاطات المصاحبة المتمثلة في الابتكارات، وبراءات الاختراع ومشروعات ريادة الأعمال والأفلام الوثائقية، والمسابقات الفنية. كما يسهم في تنمية قدرات الطلاب ويعزز مهاراتهم القيادية والمعرفية والعلمية، وما يتيحه من فرصة لتبادل المعرفة والخبرات والمهارات اللازمة بين طلاب وطالبات الجامعات السعودية. لقد أحسنت وزارة التعليم العالي في حرصها على إقامة هذا المؤتمر بشكل دوري ومستمر، كونها وسيلة ناجعة للنهوض بمهارات وقدرات وإبداعات شبابنا وشاباتنا في كل الحقول والميادين، وضمان لإسهامهم الفاعل في دفع عجلة التنمية في بلادنا الغالية. والثقة العالية التي توليها الوزارة بطلابنا وطالباتنا لتنظيم المؤتمر وإداراته. وفي اعتقادي أن المؤتمر سيضيف للجامعات السعودية فرصة أخرى للدخول في مضمار المنافسة والوصول إلى العالمية، فهو يشكل إضافة حقيقية للنتاج العلمي والمعرفي لطلاب الجامعات السعودية، والعمل على تشجيعهم وتحفيزهم للمشاركة في المحافل العلمية وتنمية روح الإبداع في عطاءاتهم وأدائهم. إن النجاح المبهر الذي حققه المؤتمر في نسخه السابقة خير دليل على القدرات المتميزة التي يتمتع بها أبناؤنا وبناتنا في حقول المعرفة، وهو ما ظهر جليا في مستوى البحوث العلمية، والأفكار القيمة، والإبداعات، والابتكارات والاختراعات التي قدموها، إضافة إلى التنظيم الجيد للمؤتمرات السابقة، فقد كان لطلابنا وطالباتنا شرف تنظيم هذا المؤتمر في دوراته الثلاث، حيث يقوم في جميع جوانبه على المشاركات الطلابية في التنظيم والإعداد بما ينمي الجوانب العلمية والعملية لديهم وبما ينعكس على حياتهم العملية بعد تخرجهم. وقد برهنوا أنهم على قدر كبير من المسؤولية حينما أظهروا روعة في الأداء ودقة عالية في التنظيم والإنجاز في العمل، والتنافس الشريف بينهم والحوار الشيق الذي كان سائدا بين الجميع، لقد رأيناهم يعملون كخلية بشرية بكل تفانٍ وجدية وبروح الفريق الواحد، ويتوزعون على كافة اللجان بشكل منظم يفيض منهم حب العلم والتعلم وخدمة هذا الوطن، فقد كانت اللجان المنظمة والتي هي أصلا من الطلاب والطالبات في المؤتمر العلمي الثالث الذي عقد مؤخرا في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية على أتم الاستعداد على المساعدة والمساندة على كافة المستويات. وبحسب إحصائية صادرة عن اللجنة المنظمة للمؤتمر فقد بلغت عدد المشاركات في محور العلوم الإنسانية والاجتماعية لهذا العام (782) مشاركة، تأهلت منها (160) مشاركة، وبلغت عدد المشاركات في محور العلوم الأساسية والهندسية (687) مشاركة، تأهلت منها للمرحلة النهائية (160) ، في حين بلغ عدد المشاركات في محور العلوم الصحية (615) مشاركة، تأهلت منها للمرحلة الأخيرة (160) مشاركة. كما بلغت عدد المشاركات في مجال الابتكارات وبراءات الاختراع (175) مشاركة، تأهلت منها (19) مشاركة للمرحلة الأخيرة، وبلغ عدد المشاركات الخاصة بريادة الأعمال (44) مشاركة، تأهل منها للمرحلة النهائية (8) مشاركات، وبلغ عدد الأعمال الفنية المشاركة (830) عملا، تأهل منها للمرحلة الأخيرة (75) عملا فنيا، في حين بلغ عدد الأفلام الوثائقية المشاركة (159) فيلما، تأهل منها للتنافس (15) فيلما. ولا يفوتني أن أهنئ الفائزين والفائزات وجميع من لم يحالفهم الفوز، فقد ربح الجميع شرف المشاركة والمنافسة وعرض أبحاثهم وابتكاراتهم ومعايشة هذا الجو العلمي الرائع. والفكرة صائبة أن تنال كافة مدن المملكة حقها في استضافة هذا المؤتمر المتميز حيث بدأ المؤتمر أولى محطاته في مدينة الرياض وها هو في دورته الثالثة يحط رحاله في مدينة الخبر مرورا بمدينة جدة التي استضافت النسخة الثانية منه، في حين ستشهد العاصمة المقدسة فعاليات المؤتمر في دورته الرابعة بعد أن تسلم راية المؤتمر أحد طلاب جامعة أم القرى. أظهر المؤتمر جيلا قياديا شابا متميزا قادرا على حمل الأمانة لصنع مجد وطنه وحضارته وقيمه الهادية والمستنيرة، وأدعو الله أن يوفق الجميع لما فيه خير وعزة وطننا الغالي... ودمتم سالمين. [email protected]