انقسم عدد من أهالي العاصمة المقدسة حول الطريقة المثلى للاستفادة من إسكان الرصيفة الذي يحوى 1136 فيلا، إذ أيد فريق منهم بحث وزارة المالية عن مسوق عقاري متخصص لتسويق المزاد العلني الذي ستجريه على الفلل المهجورة منذ نحو 20 عاما، بينما دعا آخرون إلى توزيع المساكن من قبل البنك العقاري وفقا لتسلسل أرقام المستفيدين، ورأى فريق ثالث تسليمها لمن نزعت عقاراتهم لصالح المشاريع التطويرية. وطالب قيس الأحمدي بتوزيع فلل إسكان الرصيفة على المواطنين وفقا لتسلسل أرقام البنك العقاري، بدلا من بيعها، ملمحا إلى أن العيش في تلك الفلل أرحم بكثير من دفع الإيجارات التي أنهكتهم. وقال: ارتفعت الإيجارات من 12 ألفا إلى 30 ألفا في بضع سنين، وأكلت الأخضر واليابس، ولا بد من الاستفادة من فلل الرصيفة بدلا من ان تظل مهجورة. بينما رفض عبدالله أحمد السكن في فيلا بقيت خالية نحو 20 عاما، خشية أن تكون مسكونة بالجن -على حد قوله- مشيرا إلى أنه سمع أنهم سيعرضونها في المزاد بمليون نصف المليون للفيلا المكونة من أربع غرف. من جهته، أفاد حسن شريف أن كل مشاريع الإسكان في الشرقية وتحديدا في الأحساء والدمام والقطيف وزعت على المواطنين منذ 20 عاما (الفلل والشقق) ما عدا إسكان مكة، متسائلا عن الأسباب التي حالت دون استفادة الأهالي منها على الرغم من إنجازها قبل نحو عقدين من الزمن. إلى ذلك، شدد سالم ناصر على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة وتضع خطة ليستفيد ذوو الدخل المحدود منها بدلا من أن تصبح مرتعا للكلاب الضالة وأصحاب النفوس الضعيفة. وقال ناصر: تشهد العاصمة المقدسة هذه الأيام مشاريع تطويرية تتطلب إزالة مساكن عدد من الأهالي، لذا نقترح توزيع فلل إسكان الرصيفة على المواطنين الذين نزعت مساكنهم للمشاريع بدلا من بقائها ماؤى للكلاب الضالة. بدوره، توجس علي أبوداليا من السكن في فلل إسكان الرصيفة مشيرا الى أنه لا يزال يتذكر تحذيرات والده له حين كان صبيا من الاقتراب من تلك الفلل بدعوى أن الأشباح تسكنها، معربا عن أسفه من هدر الأموال في تلك المساكن المكونة من 1136 فيلا، معطلة منذ نحو عقدين من الزمن. في المقابل، رأى الخبير العقاري الشريف منصور ابو رياش أن إقامة مزاد علني لبيع فلل إسكان الرصيفة هو الإجراء الأفضل، مشيرا إلى أنه يتوقع ألا يقل سعر بيع الفيلا الواحدة عن 1.5 مليون ريال قياسا على السعر الحالي في مكةالمكرمة وتحديدا في الأحياء المجاورة لحي الرصيفة، مبينا أن ثمن بيع هذه الفلل يسهم في إقراض 7 آلاف مواطن ممن هم على قائمة الانتظار. وكانت وزارة المالية شرعت في البحث عن مسوق عقاري متخصص لتسويق المزاد العلني الذي ستجريه على 1136 فيلا بإسكان الرصيفة بمكةالمكرمة، بعد إعادة تأهيل البنية التحتية للمشروع عبر إحدى الشركات الوطنية المتخصصة. وشكلت لجنة برئاسة مدير عام صندوق التنمية العقاري بمنطقة مكةالمكرمة عبدالرحمن السعيد وعضوية المهندس فواز الحربي واثنين من منسوبي الوزارة بالرياض لإنهاء وضع هذه الفلل عبر بيعها بالمزاد العلني المفتوح وقامت الجهات المختصة مثل إدارة الدفاع المدني وشركة الكهرباء وشركات الاتصالات بمعاينة واستلام مواقعها في المشروع. يذكر أن مشروع الفلل المراد طرحه للمزاد العلني يمثل المرحلة الثانية من مشروع إسكان مكةالمكرمة، ويشمل 1136 فيلا إضافة إلى الخدمات الملحقة بها وتشمل أربع مدارس للبنين والبنات ومسجدين ومركزا للرعاية الصحية الأولية، ومشاريع المياه والصرف الصحي والرصف والإنارة لها، بعقد بلغت قيمته الإجمالية قرابة (170) مليون ريال، ومن المتوقع أن يسهم المزاد بعد إجرائه في تخفيف أزمة السكن التي تعاني منها العاصمة المقدسة بسبب المشاريع التطويرية الكبيرة التي تشهدها.