دبت الحياة بين مباني فلل الإسكان في حي الرصيفة، بعد أن ظلت ساكنة طيلة 20 عاما مضت، تحولت خلالها الفلل إلى مواقع مهجورة لم يستفد منها المواطنون في العاصمة المقدسة حتى تهالكت مبانيها. يشار إلى أن وتيرة العمل عادت مرة أخرى لاستكمال البنى التحتية ل 1132 فيلا سكنية، بعد أن تسلمت وزارة المالية الإشراف على المشروع المعطل وتولى صندوق التمنية العقارية البحث عن مسوق عقاري متخصص لتسويق المزاد العلني من المقرر أن يقام خلال الأشهر المقبلة. من جهة أخرى بدأ إيقاع العمل في مجمعين تعليميين بعد أن تسارعت أيادي العمالة الفنية في تشييدها مع العد التنازلي لإنهاء المشروع، إذ أمضت العمالة قرابة 180 يوما في بناء مجمع ربيعة بن كعب التعليمي ومدرسة قيس بن سعد داخل سور الفلل، حيث حددت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة 630 يوما لتنفيذ هذه المشاريع التعليمية التي تستوعب نحو ألفي طالب وطالبة، وكذلك أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بناء جامعين كبيرين داخل تلك الفلل تتسع لقرابة 10 آلاف مصل، فيما يعمل عشرات العمال على تشجير الحدائق الداخلية بين تلك الفلل . من جهته لم يفصح مدير عام صندوق التنمية العقاري في العاصمة المقدسة المهندس عبدالرحمن السعيد عن الموعد الفعلي لإطلاق المزاد لهذه الفلل، لكنه بين أن وتيرة العمل تتسارع لاستكمال كافة البنى التحتية والمشاريع التعليمية والخدمية، مفضلا ترك تفاصيل المزاد العلني وآلياته لحين تحديد الموعد من قبل الإدارة العامة في الرياض. وتقاسم سكان العاصمة المقدسة الرؤى حيال الخطوة المنتظرة من قبل صندوق التنمية العقارية، من حيث بيع تلك الفلل في مزاد علني يعود ريعه لدعم قوائم الانتظار في الصندوق، فيما يذهب البعض على أن هذا الإجراء فيه إجحاف بحق المنتظرين على قوائم الانتظار منذ سنوات. واعتبر كل من خالد المؤذن وعدنان نور ولي إجراء مزاد على هذه الفلل إجحافا وهضما لحقوق المواطنين المنتظرين على قوائم صندوق التنمية العقارية، مشيرين إلى أن هؤلاء من المفترض أن يكون لهم الأولوية بهذه الفلل لأن الدولة لم تنشئ صندوق التنمية إلا من أجل تقديم القروض السكنية للمواطنين وليس من مهامه إجراء مزاد علني أو خلافه، ومثل هذا الإجراء لن يستفيد منه ذوو الدخل المحدود، مقترحين أن تسلم تلك الفلل لوزارة الإسكان لتتولى مهام توزيعها. فيما ذهب كل من وليد السبيعي وطاهر صدقة من سكان الرصيفة إلى القول «إطلاق مزاد علني لبيع فلل إسكان الرصيفة هو الإجراء الأمثل والخيار الأفضل، حيث من المتوقع ألا يقل سعر بيع الفيلا الواحدة عن مليون وخمسمائة ألف ريال، قياسا على السعر الحالي في مكةالمكرمة وتحديدا في الأحياء المجاورة لحي الرصيفة، لو بيعت كل فيلا بهذا السعر فإن صندوق التنمية العقارية سوف يتمكن من إقراض المواطنين المنتظرين في قوائم الانتظار بالصندوق، لهذا فالمزاد سيكون حلال منصفا».