بعد غياب 30 عاما عن العمل المشترك بينهما سجل فنان العرب محمد عبده في الاستوديو الخاص به في جدة أغنية جديدة من ألحان الموسيقار الكويتي يوسف المهنا، ومن أشعار عبد اللطيف آل الشيخ في تجربة ثالثة للشاعر مع محمد عبده.. التجربة الجديدة بين عبده والمهنا تحتاج إلى وقفة استذكار، إذا تأملنا أعمالهما المشتركة السابقة، حيث كانت في العام 1968 «أي قبل 44 عاما من الآن» من أشعار الكويتي المرحوم سلطان العبد الله وهي الأغنية العذبة الشهيرة «ماكو فكة» وتعد من أغنيات ترسيخ أقدام محمد عبده كمطرب بين جمهور الأغنية الخليجي وبالذات في الكويت، ثم جاءت الأغنية المنعطف في حياة ومشوار فنان العرب والتي عبر بها إلى نطاق جماهيري عربي أكبر في العام 1974 من أشعار الراحل فائق عبد الجليل وهي الرائعة الطربية «أبعاد كنتم والا قريبين» من إنتاج إحدى كبريات شركات الإنتاج الفني الغنائي يومها في الخليج «صوت وصورة» في مملكة البحرين لصاحبها الراحل أحمد جمال الذي تحمس لمحمد عبده والأمير الشاعر الغنائي بدر بن عبدالمحسن وركز على إنتاجهما كعين خبيرة... ثم «نسيتيني» .. بمطلعها الشهير: «من اللي جاب لك طاري .. من اللي وصل أخباري .. نسيتيني مثل ما تنسى الأمطار الصحاري» .. أيضا للشاعر الراحل فائق عبدالجليل .. ثم جمع المهنا مع محمد عبده الشاعر عبدالله الدويش في أغنية «ياعين هلي» التي جاءت باقتراح من يوسف المهنا نفسه للشاعر، هذا الاقتراح الذي اختار فيه المهنا البيتين الشهيرين للشاعرة السعودية الكبيرة والقديمة نورة الحوشان وهي تناغي نفسها والمحبوب، كان أول بيت هو مطلع قصيدتها الشهيرة: «ياعين هلي صافي الدمع هليه .. واليا انتهى صافيه هاتي سريبه» .. كما اختار آخر أبيات القصيدة: «اللي يبينا عيت النفس تبغيه .. واللي نبي عيا البخت لا يجيبه» .. وقدمهما للشاعر عبدالله الدويش الذي استخدم البيتين في كتابة هذه الأغنية، وكتب معهما وعلى غرارهما تكملة الأغنية المعروفة لمحمد عبده.. من المهم هنا القول إن الفنان الكويتي الشاب أحمد الحريبي ابن الفنان المحتجب صالح الحريبي أعاد تقديم هذه الأغنية بنصها الكامل لنورة الحوشان مؤخرا في تلفزيون الكويت وبنفس اللحن السامري الذي وضعه يوسف المهنا لأغنية محمد عبده والدويش مع بيتي الحوشان. هنا أيضا لابد من أن نذكر أن الموسيقار الكويتي يوسف المهنا هو من أبرز من قدم ألحانا رسخت في الذاكرة الجمعية عند المستمع الخليجي من اللون السامري جاء منها إلى جانب هذه الأغنية لمحمد عبده أغنية طلال مداح الشهيرة في الستينيات الميلادية من أشعار ابن لعبون: علامه ما ينابيني علامه .. ويخفي مابقلبه من ملامة ويخلف سنة العشاق عني .. ومثله ما يغابي في كلامه سواد الناس في عيني عباة وهي موصوفة عندي بعلامة. كذلك سامريته الشهيرة لمصطفى أحمد «ترى الليل عودني» .. وسامريته للراحلة الكويتية عائشة المرطة «ياخلي ماقصرت .. مير البخت فيني قصر» وهي من أشعار الشاعر الكبير في كتابة الأغنية في الكويت مبارك الحديبي. ثم جاءت التجربة الخامسة بين المهنا ومحمد عبده في أغنية مفصلية في مشواريهما الفنيين وهي «في الجو غيم» التي أطلقاها لأول مرة في مهرجان الأغنية الخليجية الأول في البحرين عام 1981 من كلمات الراحل فائق عبدالجليل الذي وفقت جميع تجاربه مع فنان العرب محمد عبده، وهي أغنية كانت تعتبر خطوة ونقلة في مشوار الأغنية الخليجية من حيث الصورة الكلامية والدراما الاجتماعية في موضوعها..أما عن العمل الجديد بين محمد عبده ويوسف المهنا وهو الذي ستتناقله الفضائيات ووسائل الإعلام قريبا جدا فهو من أشعار عبد اللطيف آل الشيخ، فيقول مطلعه: «الحكاية .. إنك أجمل من تفاصيل الحكاية..».