لم تكن وجهتنا في لودر زيارة معسكر اللواء 111 أو مقر اللجان الشعبية فقط، بل حرصنا خلال جولتنا التوجه إلى مستشفى لودر لنشاهد وضعه المزري والذي يفتقر لأبسط مقومات المنشأة الطبية في موقع هام واستراتيجي في مدينة تواجه تنظيما إرهابيا يهدد بقاءها. دلفنا إلى مستشفى الشهيد محنق في لودر ومعنا مدير صحة أبين، وقائد اللواء 111 اليمني الذي يحتوي على 60 سريرا، وبه غرفة عمليات تفتقر لأبسط الأجهزة والمعدات الطبية، والإضاءة التي لايمكن بدونها إجراء العمليات الجراحية. وبعد جولة داخل الأقسام دخلنا غرفة العمليات حيث شاهدنا إجراء عملية زائدة دودية لأحد المرضى، وأكد الأطباء أنهم سيجرون العملية بدون أجهزة طبية متقدمة ولا أدوية، وكانت غرفة العمليات أشبه بساحة للفئران، كما أن مبنى المستشفى متهالك ويحتاج ليس فقط لترميم، بل إعادة بناء بالكامل. شاهدنا أطباء وطبيبات يمنيين، وطبيبتين روسيتين متطوعتين حيث تحدث الأطباء والطبيبات عن معاناتهم خاصة أن مستشفى لودر هو المستشفى الوحيد الذي يخدم منطقة العمليات العسكرية ولايوجد فيه ثلاجة لحفظ الموتى. وقال مدير عام مكتب الصحة في محافظة أبين الدكتور الخضر السعيدي إن أبين بكاملها تفتقر إلى مستشفيات متطورة. مبينا أن أي مصاب في العمليات العسكرية يتم نقله إلى البيضاء أو صنعاء أو عدن فيما يتم نقل إصابات الجيش إلى العاصمة صنعاء ، أما المسلحون من تنظيم القاعدة فلا نعرف أين يذهبون بجرحاهم. وناشد المنظمات الإغاثية بسرعة تقديم العون الصحي للمستشفى الذي يفتقر لأبسط مقومات المنشآت الطبية. وأوضح أن أكثر من 107 من اللجان الشعبية وقوات الجيش استشهدوا وأصيب 573 آخرين خلال شهر وسبعة أيام من المعارك الدائرة بين تنظيم القاعدة في لودر. مبينا أن أكثر من 600 مسلح تابعين لتنظيم القاعدة قتلوا وأصيب المئات خلال الاشتباكات التي جرت مؤخرا في لودر. وضمن جولتنا شاهدنا عددا من المصابين بقدائف بينهم أطفال ونساء ومسنون . أحد المصابين ويدعى جلال محمد يوسف قال إنه أصيب نتيجة قذيفة هاون سقطت على منزله. قصة مستشفى لودر لن تنته بحديث يوسف، بل هناك قصص كثيرة تحكي معاناة أهالي لودر التي تمكنت من التحرر من براثن القاعدة ولكنها تحتاج إلى إعادة النظر في بنيتها التحتية خاصة الصحية.