أكاد أجزم أن الدور الذي تقوم به لجان المقاومة الشعبية في أبين ساهم مساهمة فعالة في الحرب التي يقودها الجيش اليمني في زنجبار وجعار فضلا عن دورها الاستراتيجي في دحر تنظيم القاعدة في لودر. أعضاء لجان المقاومة الشعبية الذين يساندون الجيش اليمني، تراهم في سيارات «البيك أب» يرددون الشعارات من مكبرات الصوت ويجوبون شوارع لودر معلنين أن الجيش والشعب يد واحدة في مواجهة تنظيم القاعدة، وأنهم لايخشون الموت. أعضاء لجان المقاومة يواجهون عمليات القاعدة الانتحارية بالكلاشينوكوف ويرغبون في بناء يمن جديد خال من الإرهاب. التقينا خلال جولتنا في لودر قائد اللجان الشعبية محمد عيدروس عبدالله الجفري في معسكر اللواء 111 في لودر حيث قال في بداية الحوار إن اللجان الشعبية جزء لا يتجزأ من الجيش اليمني مؤكدا أنه بحاجة إلى دعم ومساندة عسكرية وجوية وتعزيزات لدحر القاعدة. وإلى نص الحوار: • بداية ما هي طبيعة عمل لجان المقاومة الشعبية، وكيف تكونت ؟ • في الحقيقة نحن شكلنا بداية عدة مجاميع من شباب وقبائل لودر، وتم تحديد خمسة قيادات لها حيث استشهد واحد منها يسمى أبو علي، وبقيت أربع قيادات ولدينا عدة لجان تعمل على مدار الساعة منها اللجنة الإعلامية والخدماتية والأمنية والثقافية، وكنا في الماضي نعمل على تعزيز الأمن في المدينة ولكن بعد محاولة تنظيم القاعدة السيطرة على لودر قررنا الوقوف إلى جانب الجيش اليمني للدفاع عن لودر اليمنية بكل ما لدينا من أسلحة وإمكانيات لأننا قررنا ألا نترك مدينتنا للظلاميين الذين يرغبون في التخريب والإرهاب، و تدمير الحضارة والقيم اليمنية وإثارة الفتن والفوضى والعنف محل الأمن والسلام . • كم عدد أفراد المقاومة، ومن أين تتحصلون على الدعم؟ • نحن نمثل كل أبناء قبائل لودر وأعدادنا تصل إلى خمسة آلاف مقاتل، ونحن خرجنا لحماية وطننا وهذا واجب تفرضه علينا قيمنا وأخلاقنا وشريعتنا الإسلامية. أما فيما يتعلق بالدعم فنحن لدينا دعم ذاتي. وكما تعلمون أن القبائل اليمنية مسلحة وتحصلنا على دعم معنوي كبير من الجيش، وخرجنا بمحض إرادتنا لمواجهة الإرهاب، وسنضحي بأرواحنا ودمائنا حماية لمدينتنا وهذا قليل بحقها.. ونحن نتلقى الدعم والتشجيع من أبناء المديرية رجالا ونساء، فأي قتيل منا نعتبره شهيدا و لا يبكي عليه أحد، بل تزغرد النساء ويفرح الرجال بشهادته. في خندق واحد مع الجيش • هل لديكم تنسيق مع الجيش أم أن عملياتكم ضد القاعدة منفردة ؟ • لدينا تنسيق كامل مع الجيش اليمني، و نحن معه في خندق واحد ونحن نتكامل مع الجيش ونعتبر ضعفاء بدونه و الجيش بدوننا سيضعف، ولكنا نعمل بشكل موحد لأن هدفنا واحد وحتى خلال العمليات العسكرية نتمركز مع الجيش حسب الخطة الموضوعة لأن عدونا واحد، ووطننا واحد، واليمن يتسع للرجال الغيورين على وطنهم لا لمن يخرب ويدمر ويسعى لإثارة الفوضى والعنف. لاسجون لدينا • هل لديكم أسرى من القاعدة وكم عددهم؟ • ليس لدينا أسرى من تنظيم القاعدة، ونرفض أن يكون لنا سجون فهناك دولة رسمية قائمة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وهذه الدولة لها سيادتها ومكانتها في قلوبنا، وهي من تملك السجون ولها الحق في السجن والمحاكمة. أما نحن فنخضع لقوانينها وندعمها ونقف إلى جانبها ضد من يحاول المساس بسيادتها والإخلال بالأمن والسكينة، والقاعدة هي من اختطفت عددا من أبناء مديريتنا القادمين من عدن عبر زنجبار وجعار ولا يزالون أسرى لديهم ونحن نرفض مقايضتهم. • هل ترغبون في فتح الحوار معهم ؟ • مع من نتحاور؟ وعن ماذا نتحاور. هل نحاور تنظيما أعلن أننا كفرة. وكيف نحاور التنظيم الذي اعتدى على أرضنا، الحوار مع الإرهابيين مرفوض ولن نحاور أولئك الذين يستهدفون مساكننا وأبناءنا وأطفالنا يوميا بقذائف الهاون . إن تنظيم القاعدة قتل أكثر من خمسين من أبناء مديريتنا بينهم نساء وأطفال، و هناك عشرات المصابين. فأي حوار تتحدثون عنه. لا حوار مع قتلة أبنائنا ولا حوار مع من يتهجم على منازلنا، ولا حوار مع من يدمر المؤسسات الحكومية ويسعى في الأرض خرابا. جنسيات عربية مع القاعدة • ما هي الجنسيات التي تقاتل مع عناصر تنظيم القاعدة؟ • نحن نتبرأ إلى الله من أعمال تلك العناصر التي تدخل بلادنا للتخريب فمعظم عناصر التنظيم هم من الأفارقة ومن جنسيات عربية. • ما هي احتياجاتكم لدعم موقفكم العسكري؟ • في الواقع نحن والجيش نحتاج إلى دعم وتعزيز أرضي وجوي طيران لأن لدى القاعدة سلاحا ثقيلا، ويأتيهم العتاد العسكري من أبين وعزان في شبوة . • كيف تنظرون للتفجير الانتحاري الذي وقع في ساحة السبعين مؤخراً ؟ • هذا عمل إرهابي أعمى، والقاعدة تحتضر خاصة بعد الهزائم التي لحقت بها في لودر وهي حاولت عبر هذا العمل البربري أنها موجودة ولكننا سنرد عليها بطريقتنا والرد سيأتي عبر تحرير زنجبار وجعار إن شاء الله.