من مساحة محدودة .. بعيدة عن النطاق العمراني تحولت منطقة حراج الصواريخ في جنوبجدة إلى شعلة نشاط تجاري يديره أكثر من 12 ألف متجر يبيع كل شيء .. من الإبرة إلى الحاسوب. وزادت الرقعة الصغيرة ووصلت إلى ألفي كيلو متر مربع لتمزج بين الحاضر والمستقبل إذ ترد إليه البضائع من كل أنحاء البلاد ومن الخارج ومن أراد التخلص مما لا يعجبه فعليه بالصواريخ. يقول عبدالكريم مسؤول مراقبة في المركز الرئيس: إنه برغم التنظيمات التي شهدها حراج الصواريخ في الفترة الأخيرة إلا أن المخالفات تزيد كل يوم من الغرباء والفضوليين وهذه مشكلة أزلية فشل الجميع في التعامل معها وحلها، ويتذكر عبدالكريم زمان الهدوء ويقول: إن اسم الصواريخ اقتبس أصلا من دوار حمل الاسم ذاته تابعا لقائمة عسكرية في نفس المكان ومن أشهر المتاجر وقتذاك سوق باقدو وكان عبارة عن بسطات وقطع خشبية يضع البائع سلعة ويعرضها على الزبائن وتطور السوق وأصبح يتاجر في كل شيء .. الجديد والقديم المستخدم والأثري وما يجذب الناس إلى هنا رخص أسعاره وخدمته لمتواضعي الحال والبسطاء. علي صقر صاحب متجر يتفق مع عبدالكريم في الرأي ويقول: إن أكثر ما يزعجه كثرة العمالة غير النظامية وحشود الغرباء .. وقلة أعداد الباعة السعوديين .. ويضيف لو أدرك شبابنا الأرباح التي يجنيها هؤلاء لركضوا إلى سوق الصواريخ ركضا. ومن أشهر المتاجر منطقة المثلث التي تتاجر في كل شيء بدءا من الأواني المنزلية وانتهاء بمواد البناء. وبرغم العشوائية، يقول صقر: إننا لها بالمرصاد حتى لا يكون هناك تداخلات تصل للاشتباك بالأيادي، وتم وضع أنظمة صارمة نالت استحسان الجهات المختصة التي منحتهم شهادات تقدير واعتبار سوق الصواريخ أفضل سوق شعبية على مستوى المملكة. من المظيلف أحمد محمد وحمادة زكي وآخرون قالوا إنهم يقطعون في نهاية كل شهر مسافة 350 كيلو مترا من منطقة المظيلف بغرض شراء احتياجاتهم ويقول أحمد أعمل في شركة متخصصة في أعمال البناء واحتاج إلى مواد وأجد في الصواريخ ضالتي بأسعار طيبة وبحكم خبرتي فإنني أتفحص البضاعة جيدا قبل الشراء لذلك تجدني استهلك وقتا قبل حسم الصفقة . ويشاطره الرأي صديقه زكي ويرى أن سوق الصواريخ أو كما يحلو للجميع إطلاق اسم (الحراج) رغم كثرة المحلات الجديدة التي توجد فيه إلا أنه يظل حراجا بمعنى الكلمة فالجزء الغالب في الحراج هي المحلات القديمة والبسطات التي تبيع كل شيء بسعر مناسب أما صبري عبدالرحمن فقال: منذ أسبوع وهو يبحث عن جهاز حاسوب محمول مستخدم برغم خبرته الضعيفة في عالم الإلكترونيات وعثر على ضالته بسعر مناسب ولا ضمان فالصفقة تنتهي بعد التسليم والاستلام. الكسب الحلال «عكاظ» تحدثت مع مجموعة من العمال داخل سوق الصواريخ وبحسب مفيد عبدالجليل (40 عاما) فهو يعمل في حراج الصواريخ منذ مايزيد على التسعة أعوام ونشاطه محصور في الأدوات الكهربائية ولمن لا يعلم عن هذه التجارة فهي باب رزق واسع وخير وفير، برغم أنه يسدد شهريا مبلغ يزيد عن 2500 ريال نظير الايجار وذات الحال مع التاجر سعد الدين محمد بائع الأدوات الكهربائية المستخدمة ويؤمن بمبدأ المساومة في التجارة. ويقول أحمد سيد العامل في متجر للإكترونيات إن التجار هم من يتحكمون في السعر لكن المستهلكين ثقافاتهم التجارية تغيرت ولا يرضون إلا بالسلعة الجيدة ذات السعر المناسب. ويضيف أن موسم العطلات هو موسم الخير الوفير وأغلب الزبائن من الطبقات المتوسطة من جنوبجدة .. وينفي سيد كثافة السلع المضروبة والمغشوشة في سوق الصواريخ وقال: إن التعميم ظالم فهناك من يربحون بالحلال.