يتأهب الطلاب غدا لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي، مستحضرين لذلك كافة إمكانياتهم الدراسية، ومدعمين جهودهم بالدعاء والعبادة، رغبة في التوفيق والنجاح. ومع هذا الحدث تتكرر مشاهد سنوية، كاعتماد البعض على الدراسة دون أن يطرق باب التوكل على الله، أو النقيض أحيانا فيعتمد على التوكل بلا عمل أو دراسة، ولا تتوقف المشاهد المعهودة على ذلك فيرتاد عدد من الطلاب - في مشهد غير معتاد - على المساجد أملا في تحقيق النجاح والتفوق، كما يتفشى القلق والاضطراب بين أوساط الطلاب. عكاظ ناقشت هذه الظواهر مع شرعيين وتربويين ونفسيين للتعرف على السبل المساهمة في تفوق الطالب، مع إيجاد حلول لمشكلاته، فكانت هذه المحصلة: تصفية النيات يؤكد مدير ثانوية رضوى في جدة عبدالفتاح الرحالي أن المواظبة على العبادة والصلوات دونما الاجتهاد لا يعني التفوق قائلا: النجاح يحتاج إلى إقران العبادة وهي التوكل، بالجد والاستذكار. وأبان أن أهمية الاستذكار في النجاح لا تعني تقصير الطالب في جانب العبادة فالمؤمن يلجأ إلى الله في كل حين وخصوصا عند الشدائد، ويأخذ بالأسباب. وأوضح أن تعلق الشباب بالمساجد في هذه الفترة لأسباب، أهمها الرغبة في النجاح وتلمس التوفيق، إضافة إلى قلة الملهيات الموجودة طيلة العام ما ساعد الطلاب على الصلاة في هذه الفترة في بيوت الله. وأضاف: لا يستوي المجتهد في تعليمه بغيره مشيرا إلى أن الطلاب الأكثر تفوقا ممن صادفهم خلال فترة مهنته التعليمية هم المواظبون على المساجد والحريصون على الاستذكار. ودعا عموم الطلبة إلى التوجه إلى الله بصدق مع تصفية النيات والحرص على الاستذكار الجيد. التفاؤل بالخير من جانبه أوضح الأخصائي النفسي محمد الصلاح أن استقرار الطالب نفسيا يمكنه من تجاوز المرحلة القادمة بسهولة ويحقق له علامات أفضل. وأوضح عددا من السبل التي تمكن الطالب من تجاوز المرحلة النفسية العصيبة كمعرفة أن الأسئلة ضمن المقرر الذي يتداوله مع زملائه ومعلمه طيلة الفصل الدراسي إضافة الحرص على التفاؤل فمن تفاءل بالخير وجده، مع الاستذكار الجيد والتخلص من الهم والتوكل على الله. ونوه أن بعض الأهالي يسهم سلبا على الأبناء بمطالبتهم بتحقيق نسب عالية كما يعمد بعضهم إلى عقاب ابنه وتهديده إذا لم يحقق الدرجات المرجوة. وطالب الآباء والأبناء بعدم الاكتراث بإجابات المواد التي أديت وإنما يكون التفكير في المادة التي تليها قائلا يهدم بعض الطلبة أداءهم الجيد في الاختبارات بتركيزهم على المادة التي أخفقوا فيها. ونصح الصلاح بضرورة تناول الأطعمة المفيدة في الفترة القادمة وأخذ الجسد كفايته من النوم لا ما هو متعارف بين البعض بأن الفترة القادمة يتوجب فيها السهر لتحقيق أفضل النتائج. تجنب الغش الداعية الإسلامي الدكتور محمد صالح المنجد أفاد أن الصلاة وخصوصا مع الجماعة تزيد من البركة على حياة الشخص وعلمه، وليس ما عليه بعض الطلاب من التخلي عنها في وقت الاختبارات بحجة ضيق وقت الاستذكار. وقال: لا فرق بين فترة الاختبارات أو غيرها في وجوب الجماعة، مضيفا اقتصار البعض على الصلاة في فترة الاختبارات أو تخليه عنها بحجة الاستذكار خطأ. وبين المنجد أن الطالب يعذر في تركه للجماعة، إذا أقيمت وهو في غرفة الاختبارات ولم ينته من إجاباته، وهذا من جنس الأعذار المبيحة لئلا يكون خروجه من الامتحان مؤثر على درجاته، ناصحا بعدد من الأمور المسهمة في نجاح الطالب كاللجوء إلى الله، واختيار المكان الأنسب للجلوس في الامتحان وتخصيص وقت لقراءة الأسئلة مع البدء بأسهلها، كذلك في الاختبارات الكتابية تكتب خطوط عريضة ورئيسية للإجابات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها. ثم ترقم الأفكار بحسب أهميتها وأولويتها، مع كتابة النقطة الرئيسية أول السطر لأن المصحح يبحث عن ذلك أحيانا. وحذر المنجد من الغش في عموم المعاملات والاختبارات خصوصا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا)، قائلا الغش ظلم وطريقة محرمة للحصول على ما ليس بحق من الدرجات والشهادات منوها بأن في الاتفاق على الغش تعاون على الإثم والعدوان. وخلص: استغن عن الحرام يغنك الله، وارفض كل وسيلة وعرض محرم، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.