تعود فكرة انطلاق بطولة الامم الاوروبية الى الفرنسي هنري دولوني الذي تحدث عن فكرته للمرة الاولى بالتحديد في 5 فبراير عام 1927، لكن فكرته لم تلق قبولا خصوصا ان اسرة كرة القدم كانت منشغلة بوضع اللمسات الاخيرة على انطلاق كأس العالم الاولى في الاوروغواي عام 1930. وتم فعليا اطلاق بطولة اوروبا في 6 اغسطس عام 1958 عندما قام الاتحاد الاوروبي بسحب قرعة الادوار الاولى واطلق اسم هنري دولوني على الكأس، لكنه عاد وقرر العمل بنظام خروج المغلوب من مباراتين ذهابا وايابا. واتفق على اقامة الدورين نصف النهائي والنهائي بطريقة التجمع واختيرت فرنسا لتكون الدولة المضيفة للبطولة الاولى. إسبانيا واللقب الأول بلغت منتخبات يوغوسلافيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا الدور نصف النهائي. اقيمت الادوار النهائية في اسبانيا، ونجحت الدولة المضيفة في تخطي المجر 21 في نصف النهائي، لتلتقي الاتحاد السوفياتي حامل اللقب في النهائي بعد فوز الاخير الكبير على الدنمارك 3 صفر. احتشد نحو 125 الف متفرج للمباراة النهائية على ملعب سانتياغو برنابيو في 21 يونيو، ونجحت اسبانيا في انتزاع لقبها الدولي الوحيد حتى الان على مستوى المنتخب الاول بفوز صعب على الاتحاد السوفياتي 21. سجل للفائز بيريدا (6) ومارسيلينو (83)، وللخاسر خوساينوف (8). التتويج الثاني إيطالي منح الاتحاد الاوروبي ايطاليا شرف احتضان الادوار النهائية، والتقى المنتخبان الايطالي واليوغوسلافي على ملعب روما الاولمبي امام 85 الف متفرج في 8 يونيو، وانتهت المباراة بالتعادل 11 بعد التمديد، فاعيدت المباراة بعد يومين على الملعب ذاته وامام 50 الف متفرج، وفيها تغلب المنتخب الايطالي بهدفين لريفا (12) واناستازي (31) ليتوج بطلا. الثالثة ألمانية استضافت بلجيكا الادوار النهائية، واقيمت المباراة النهائية على ملعب هيسل امام 50 الف متفرج في 18 يونيو، وانتهت بفوز صريح للالمان 3 صفر بقيادة «المدفعجي» غيرد مولر الذي سجل هدفين (27 و57) واضاف فيمر الثالث (52). وضم المنتخب الالماني آنذاك القيصر فرانتس بكنباور والحارس العملاق سيب ماير وغونتر نتزر وبول برايتنر. تشيكوسلوفاكيا وأول لقب كانت المانياالغربية تسعى الى ان تصبح اول دولة تحتفظ باللقب، فالتقت تشيكوسلوفاكيا في بلغراد في 20 يونيو امام 33 الف متفرج. وتقدم المنتخب التشيكوسلوفاكي بهدفين نظيفين عبر سفيلهليك (8) ودوبياس 025)، لكن المنتخب الالماني الذي لا يستسلم ابدا نجح في تقليص الفارق اولا عن طريق ديتر مولر (28)، قبل ان يدرك هولتزنباين التعادل قبل نهاية الوقت الاصلي بدقيقة واحدة ليفرض التمديد. وبقيت النتيجة على حالها فلعب المنتخبان ركلات الترجيح فاسفرت عن فوز تشيكوسلوفاكيا 54، بعد ان اهدر اولي هونيس مدير نادي بايرن ميونيخ حاليا ركلته. التجمع يحسمها لألمانيا للمرة الاولى، قرر الاتحاد الاوروبي اقامة النهائيات بطريقة التجمع اعتبارا من بطولة عام 1980 التي اقيمت في ايطاليا. وقسمت المنتخبات الثمانية المشاركة على مجموعتين على ان يتأهل بطل كل مجموعة الى المباراة النهائية. وتأهلت المانيا الى النهائي عن المجموعة الاولى، وحققت بلجيكا المفاجأة بصعودها عن الثانية متفوقة على الدولة المضيفة. اقيمت المباراة النهائية على الملعب الاولمبي في 22 يونيو امام 48 الف متفرج، فقاد مهاجم هامبورغ هورست هروبيش (مساعد مدرب المانيا حاليا) الملقب بالغول منتخب بلاده لاحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه بتسجيله هدفا قبل نهاية المباراة بدقيقتين بتسديدة رأسية. وكان هروبيش افتتح التسجيل اواخر الشوط الاول بتسديدة من خارج المنطقة، قبل ان يدرك فان در ايكن التعادل من ركلة جزاء (71). فرنسا المستضيفة «بطلة» احتضنت فرنسا النهائيات وقسمت المنتخبات على مجموعتين ايضا، بيد ان النظام تغير بحيث صعد الى الدور نصف النهائي صاحبا المركزين الاول والثاني في كل مجموعة. وكانت المفاجأة خروج المانيا حاملة اللقب من الدور الاول في المجموعة الثانية التي تأهلت عنها اسبانيا والبرتغال، في حين لم تجد فرنسا والدنمارك صعوبة في بلوغ نصف النهائي في الاولى. والتقت فرنسا والبرتغال في مباراة مشهودة انتهى وقتها الاصلي بالتعادل 11، ثم تقدمت البرتغال 21، قبل ان تقلب فرنسا النتيجة في مصلحتها بتسجيل هدفين اضافيين لتبلغ النهائي. وفي المباراة الثانية، احتاجت اسبانيا الى ركلات الترجيح لتتخطى عقبة الدنمارك 54. اقيمت المباراة النهائية على ملعب بارك دي برانس امام 47368 متفرجا في 27 يونيو. وافتتح نجم المنتخب الفرنسي ميشال بلاتيني التهديف من ركلة حرة مباشرة مرت من تحت الحارس الاسباني الشهير لويس اركونادا، قبل ان يسجل برونو بيلون هدف الاطمئنان عندما كانت المبارة تلفظ انفاسها الاخيرة. وتوج بلاتيني هدافا للدورة برصيد 9 اهداف في 5 مباريات وهو رقم من الصعب ان يتحطم في المستقبل، كما كان نجمها المطلق. هولندا بطلة 88 اوكلت الى المانياالغربية مهمة استضافة نهائيات عام 1988، واقيمت بالنظام ذاته للنسخة الاخيرة. والتقت المانياالغربيةوهولندا في مباراة قوية نظرا لحساسية بين الدولتين الجارتين، وتقدم المنتخب الالماني بركلة جزاء انبرى لها بنجاح لوثار ماتيوس، ورد الهولنديون التحية من ركلة مماثلة سددها رونالد كومان، قبل ان يوجه ماركو فان باستن ضربته القاضية قبل نهاية المباراة بدقيقتين ليتبخر امل الالمان في بلوغ المباراة النهائية على ارضهم وبين جمهورهم. في المبارة ثانية، تفوقت خبرة الاتحاد السوفياتي على منتخب ايطاليا من جديد ففاز بهدفين نظيفين. اقيمت المباراة النهائية على ملعب ميونيخ الاولمبي امام 72300 متفرج في 25 يونيو وانتهت بفوز هولندا 2 صفر بقيادة رباعيها الشهير ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد ورونالدو كومان. وسجل خوليت الهدف الاول (33) قبل ان يضيف فان باستن اجمل هدف في تاريخ البطولة (54). الدنمارك مفاجأة 92 منحت السويد شرف استضافة نهائيات بطولة عام 1992، وقبل بداية البطولة استبعدت يوغوسلافيا من المشاركة بسبب الحرب الاهلية وحلت مكانها الدنمارك التي جاءت وراءها في المجموعة ذاتها ضمن التصفيات. وسجلت مفاجأتان في الدور الاول ضمن المجموعة الاولى حيث تأهل منتخبا السويد والدنمارك على حساب فرنسا وانكلترا العريقتين، في حين كان تأهل المانياوهولندا من المجموعة الثانية منطقيا. وفي نصف النهائي تخطت المانياالسويد بصعوبة 32، في حين احتاجت الدنمارك الى ركلات الترجيح لتخطي عقبة هولندا حاملة اللقب. ورشح الجميع المنتخب الالماني ليحقق فوزا سهلا في المباراة النهائية نظرا لخبرة لاعبيه، لكن الدنمارك بقيادة حارسها العملاق بيتر شمايكل ومهاجمها براين لاودورب (غاب شقيقه ميكايل) قلبا التوقعات رأسا على عقب وحققا انتصارا مدويا بهدفين نظيفين سجلهما جون ينسن (18) وكيم فيلفورت (78) على ملعب اوليفي في غوتبورغ امام 37 الف متفرج. برهوف يتوج ألمانيا في 96 ارتفع عدد المنتخبات في البطولة التي استضافتها انكلترا الى 16 منتخبا وزعت على اربع مجموعات. وفي المباراة النهائية على ملعب ويمبلي في لندن وامام 76 الف متفرج، تقدمت تشيكيا بركلة جزاء انبرى لها بنجاح باتريك بيرغر (58)، وادرك الاحتياطي اوليفر بيرهوف التعادل لالمانيا (73)، قبل ان يسجل هو نفسه الهدف الذهبي (94) الذي كان يعمل به للمرة الاولى في بطولة كبرى ليقود فريقه الى احراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه (رقم قياسي). فرنسا بطلة 2000 اقيمت كأس اوروبا للمرة الاولى في دولتين هما هولندا وجارتها بلجيكا. نجحت فرنسا بقايدة صانع العابها الفذ زين اليدن زيدان في الجمع بين كأس اوروبا وبطولة العالم التي كانت احرزتها للمرة الاولى قبل سنتين على ارضها. وفي النهائي كانت ايطاليا التي بلغت النهائي القاري للمرة الاولى منذ عام 1968، على بعد ثوان من احراز اللقب عندما تقدمت بهدف حتى الوقت بدل الضائع، وقد وقف جميع افراد الفرقي والجهاز الفني على حافة الملعب استعدادا لدخول الملعب والاحتفال باللقب، لكن سيلفان ويلتورد ادرك التعادل لفرنسا في الموقف الاخير، قبل ان يسجل دافيد تريزغيه الهدف الذهبي في الوقت الاضافي ليقضي على آمال الايطاليين. تجدر الاشارة الى ان المانيا خرجت من الدور الاول بعد خسارتها امام انكلترا وامام البرتغال. اليونان معجزة 2004 حقق المنتخب اليوناني بقيادة مدربه المخضرم الالماني اوتو ريهاغل اكبر مفاجأة في تاريخ نهائيات كأس الامم الاوروبية عندما قام فريقه الى احراز اللقب القاري وسط صدمة الجميع. وما يزيد من الانجاز اليوناني، ان الفريق الاغريقي تفزق على البرتغال الدولة المضيفة في المباراتين الافتتاحية والنهائية. وفي النهائي التقى المنتخب اليوناني مجددا بنظيره البرتغالي صاحب الارض والجمهور. كانت المباراة النهائية فرصة اخيرة امام الجيل الذهبي البرتغالي المؤلف من لويس فيغو وروي كوستا لاحراز لقب كبير لكن اليونان واصلت مفاجآتها وخرجت فائزة بالمباراة بهدف وحيد سجله انجلوس خاريستياس منتصف الشوط الثاني. عودة إسبانية في 2008 وضعت اسبانيا حدا لصيام عن الالقاب الكبيرة على مدى 44 عاما باحرازها اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1964 اثر تغلبها على المانيا في المباراة النهائية بهدف سجله فرناندو توريس. ونجح المنتخب الاسباني اخيرا في تحقيق الآمال الموضوعة عليه خلافا لما كان يحصل في البطولات السابقة حيث كان يتألق في التصفيات بشكل لافت لكنه يخبو في النهائيات. وكان المنتخب الاسباني كاملا في جميع خطوطه بوجود الحارس الشهير ايكر كايسياس وصخرة الدفتع كارليس بويول وجوهرتي خط الوسط تشافي هرنانديز واندريس انييستا بالاضافة الى ثنائي خط الهجوم المرعب توريس ودافيد سيلفا الذي توج هدافا للبطولة برصيد 4 اهداف. كما كانت الحال في نسخة 200، نظمت دولتان النهائيات وهما النمسا وجارتها سويسرا.