بين أزقة ودهاليز حي المنصور في العاصمة المقدسة تنتشر بازارات عشوائية منذ عشرات السنين، تروج لسلع لا يربط بينها سوى أنها مجهولة المصدر، إذ من المألوف أن ترى كومة للملابس المستعملة، قرب بسطة لثمار «القورو» ومستحضرات التجميل، وطاولة للهواتف الجوالة مع الأجهزة الكهربائية والمسجلات، بينما تشق مياه المجاري السوق مخترقة أكواما من النفايات التي تحولت إلى بؤر للحشرات. محرر «عكاظ» توغل في عالم الأسواق التي يشيدها المخالفون في حي المنصور تحت مسميات عدة أشهرها سوق دوقنقدا أو «الحرامية» كما يطلق عليه البعض، وهناك سوق «الزبرقة»، واستعان لأداء مهمته بملابس افريقية لتساعده على لعب الدور جيدا، فتوجه إلى سوق دوقنقدا، وتنقل بين البسطات بخفة، واكتشف الاقبال الكثيف على تلك البازارات خصوصا من الجاليتين الافريقية والآسيوية، ووضع أمامه كيسا للقورو للتمويه، على مقربة من البائعة أم هارون ( 70 عام) التي بينت له خلال تجاذبه أطراف الحديث معها أنها تبيع البهارات ومستحضرات التجميل في السوق العشوائي منذ نحو 30 عاما، ولم تعان من أي عقبات، ملمحة إلى أنها بدأت مشروعها برأس مال زهيد، لشراء الاساسيات وتكوين المستحضرات داخل منزلها في وسط الحي، موضحة أنها تجني مبلغا يتراوح بين 1500 ريال إلى 2500 ريال شهريا. وفي مكان غير بعيد في شارع منصور شيد عدد من المخالفين سوق «الزبرقة» الذي تعد سلعه داخل المنازل، سواء كانت أطعمة أفريقية وملابس أو مستحضرات تجميلية. لكن البائع هارون شعيب كان له رأي مخالف عن أم هارون، إذ شكا من مداهمة فرق الجوازات لهم باستمرار، مبينا أن دائما ما يطلقون لسيقانهم العنان فور رؤية الأجهزة الأمنية وترك سلعهم، لأنها على حد قوله لا تكلفهم كثيرا. في المقابل، طالب عدد من المواطنين بسرعة القضاء على تلك الاسواق التي وجدت لترويج المسروقات والمواد مجهولة المصدر، وشدد أحمد الزهراني على أهمية التخلص من تلك البازارات التي ينشئها مخالفون في أزقة حي المنصور، لاحتوائها على سلع مشبوهة ملمحا إلى أن رخص الأسعار فيها جعله مهوى أفئدة المتسوقين قبل أقدامهم. بينما دعا ناصر محمد إلى إزالة الأسواق العشوائية خصوصا التي تنتشر في حي المنصور، لافتا إلى أنها مصدر للأوبئة والأمراض، فضلا عن أنها باتت منفذا لتسريب المسروقات وبسهولة. ورأى أنه يجب ألا يقتصر دور الجهات المعنية على مصادرة السلع في السوق، بل يجب القبض على الباعة الذين يروجون لمواد ضارة، مجهولة المصدر. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن إدارة مكافحة الظواهر السلبية في أمانة العاصمة المقدسة تنفذ حملات متتالية على تلك الأسواق العشوائية بتعاون مع عدد من الجهات الأمنية كالجوازات والشرطة بهدف القضاء عليها، مشيرا إلى أنها تعرض سلعا ضارة بالمستهلكين. وبين أنهم ينظمون حملات لمداهمة أسواق بيع الجوالات، ومصادرة كافة البضائع، والقبض على المتخلفين واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالهم.