نريد عقولا تملك الشجاعة الكافية لكي تواجه المتخلفين في مجتمعاتها حتى لو قدمت حياتها بطاقة دخول لتلك القضية لا أن تقف في طابور الخيال لتنتظر المخلص ليواجههم، نريد عقولا لا ترفض الأفكار الجديدة المطورة وإن كانت مخالفة لعاداتها، بل تستطيع بكل قوة ان تقحمها داخل مجتمعها. نريد عقولا تقرأ التاريخ لكي تستفيد من تجارب الناجحين والفاشلين فيه لا ان تقرأ التاريخ لكي تؤنس وقتها، وتعلم أن القداسة منزوعة من كل إنسان في تاريخها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. نريد عقولا لا تقبل كل شيء إلا بمنطق الدليل والبرهان مهما كانت مكانته، فلا يوجد في قاموسها تقديم الاشخاص على الأفكار بل الأفكار هي مقدمة على الاشخاص. نريد عقولا تحرص على تطوير ذاتها لتصل إلى ما تريد، تؤمن ان من اسباب فشل المجتمعات دخول «الواسطة» فيها، ومن اسباب تطور المجتمعات انتشار الكفاءات في مؤسساتها. عقولا تستحي من الآخرين عندما تخالف القانون، لا ان تتفاخر امام بعضها بمخالفته، تحب دائما مهما كانت مكانتها ان يطبق عليها القانون ان هي خالفته، وتكره ان تتفاضل على غيرها في تطبيقه. أنس الخطيب