أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس عن استعداده للانسحاب من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، بحسب ما جاء في بيان أصدره بعد الانتقادات التي اثارتها إعادة انتخابه لمرة ثالثة مؤخرا، حيث هددت لجان التنسيق المحلية بتجميد مشاركتها في المجلس. وقال غليون في البيان «أثارت نتائج انتخابات الرئاسة داخل المجلس الوطني ردود فعل متضاربة وانتقادات مختلفة»، مضيفا «اعلن انسحابي فور وقوع الاختيار على مرشح جديد، بالتوافق او بانتخابات جديدة». وأضاف «قبلت الترشح (الاخير) حرصا على التوافق، ولن اقبل أن أكون بأي شكل مرشح الانقسام. وانا لست متمسكا بأي منصب». وكانت اعادة انتخابه من قبل الامانة العامة للمجلس الوطني خلال اجتماعها الاخير في روما واجهت انتقادات داخل بعض اركان المعارضة الذين نددوا بما أسموه «الاستئثار بالقرار» وعدم احترام التداول الديموقراطي. وهددت لجان التنسيق المحلية بالانسحاب من المجلس، حيث جاء في بيان أصدرته أمس «نجد في استمرار تدهور أوضاع المجلس دافعا لخطوات أخرى قد تبدأ بتجميد (مشاركتنا في المجلس) وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الأخطاء ومعالجة المطالب التي نراها ضرورية لإصلاح المجلس». وأضافت أن «بعض المتنفذين في المكتب التنفيذي والأمانة العامة يستأثرون بالقرارات وآخرها قرار التمديد لرئاسة الدكتور برهان غليون للدورة الثالثة رغم الفشل الذريع على الصعد السياسية والتنظيمية». وفي السياق نفسه، قال ممثل قوى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في المجلس سمير نشار «جماعة الاخوان المسلمين لا تزال تصر على التمديد للدكتور برهان، وهذا كان مبعث قلق بالنسبة الينا»، معتبرا ان هذه السياسة تندرج في اطار «وضع الآخرين امام سياسة الامر الواقع». ميدانيا تعرضت مدينة الرستن (أحد معاقل الجيش السوري الحر) لقصف عنيف من قبل قوات نظام بشار الاسد بوتيرة ثلاث قذائف في الدقيقة، بينما انتشرت دبابات مدرعات النظام وأطلقت النار بكثافة في مدينة الحراك في درعا، وتظاهر آلاف الطلاب في جامعة حلب لدى وصول وفد من المراقبين الدوليين وطالبوا بإسقاط النظام. وأفاد ناشطون أن الرستن تتعرض لقصف غير مسبوق يرمي الى احباط السكان وعناصر الجيش الحر المدافعين عنها، مستبعدين في الوقت الحالي «امكانية اقتحام القوات النظامية لهذه المدينة» التي يتركز فيها عدد كبير من الجنود والضباط المنشقين عن الجيش. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن ان الهدف من الحملة العسكرية لقوات النظام «منع الناس من النوم ليلا وتحطيم معنوياتهم».