لن تبرح من ذاكرتنا تلك (البصمة) التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2009 معلنا بها تأسيس بيت الحكمة والمعرفة (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) كاوست ليكتمل العقد الفريد بتدشين المرحلة الأولى لمشاريع المدن الجامعية ويؤسس للثانية بتكلفة إجمالية قدرها 81 مليارا و500 مليون ريال لتبلغ المدن الجامعية 116 مدينة في أنحاء المملكة. يذكر معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بأنها الدلالة الحقّة نحو الدعم الحقيقي للتعليم العالي مما يبشر بمستقبل واعد ومشرق للمملكة إذ ترتبط بشكل وثيق مع أفراد المجتمع في تعليمهم وصحتهم وتنمية بيئة عملهم خدمة لقضاياهم المجتمعية والاقتصادية والثقافية. وأضاف لقد حان الوقت الذي يستذكر فيه الوطن تلك الكلمة التاريخية التي تذكي رغبة ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة التي ميزت العالمين العربي والإسلامي في العصور الأولى انبثق عن هذه الرؤية والرغبة في وقت تتصاعد فيه التحديات وتتقافز للأذهان بزوغ مرحلة حاسمة بأن نجبر العالم بثقله ليلتفت نحو (البيت الجديد للحكمة) الذي هو منارة للسلام والأمل والوفاق ونفع جميع شعوب العالم. وتابع بقوله (إن هدفنا هو إيجاد نموذج دائم للتعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم، وذلك من خلال إقامة مجمع سكني وأكاديمي كامل يتيح لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وإدارتها وطلابها والمشاركين فيها وعائلاتهم التمتع بنطاق عريض ثري من البرامج التعليمية والخدمات الاجتماعية. كما ستكون الجامعة مكانا يلقى فيه الزوار من داخل المملكة وخارجها كل ترحيب. وأشار إلى أن مفهوم التوطين في التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتخذ بعدا استراتيجيا شاملا في الرفع من سقف عدد الجامعات السعودية لتربو عن 13 جامعة خلال 6 أعوام من العمر الزمني تتركز بشكل مباشر نحو تنمية الموارد البشرية وبناء الإنسان السعودي وإعداد أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة والمدربة على أعلى مستوى والخطط والبرامج التي وضعت والامكانيات المادية والميزانيات الضخمة التي خصصت لوضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ من خلال آليات متعددة تشمل توطين التعليم الجامعي وتطوير وإصلاح النظام التعليمي وإعادة توجيه العملية التعليمية نحو التخصصات العلمية التطبيقية التي يحتاجها سوق العمل ومشروعات التنمية وتطوير بيئات التدريب وتحسين نوعيته، والتوسع في برامج الابتعاث الخارجي ودعم مراكز البحث العلمي وتطبيق أعلى معايير الجودة في التعليم العالي مما جعل ركيزة التنمية والتطور والتقدم محصلته العنصر البشري الوطني المؤهل الذي يستطيع النهوض بأمته ووطنه إلى مصاف الدول المتقدمة وأن بناء الإنسان هو الطريق الأسلم للبناء والرقي والتقدم، ومن هذا المنطلق حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على السير في هذا التوجه إيمانا منهما بأهمية دوره في مسيرة التنمية.