نفت مصادر أمنية لبنانية مطلعة في بيروت ل «عكاظ» تلقي الأجهزة المختصة لأي شكوى من قبل الشاعر السوري أدونيس حول تلقيه تهديدات عبر الإنترنت، كاشفة عن أن أجهزة الأمن اللبنانية عرفت بالتهديد من خلال الصحف والتحرك الذي قام به المتضامنون مع أدونيس، وأكدت شروع الجهات المعنية بفتح تحقيق في الموضوع للتعرف على حقيقته ومدى جديته. وكان كتاب ومثقفون لبنانيون قد أعلنوا في بيان لهم تضامنهم مع الشاعر أدونيس بعدما تلقى تهديدات بالقتل عن طريق الانترنت، وجاء في البيان: «في خضم الانتفاضات الشعبية الداعية الى ولادة عصر عربي جديد يعلي راية العقلانية ويحترم كرامة الانسان ويعزز حقوقه ويصون حرياته، في هذا الخضم نقرأ على صفحات الانترنت اطلاق تهمة بالغة الخطورة في حق الشاعر أدونيس، تهمة تنطوي على دعوة تحريض على اغتياله، وهو لم يتقن، على مدى عمره، سوى صناعة الكلمة البليغة معبرا بها عن فكره ووجدانه شعرا ونثرا. حيال هذا التهديد الخطر، وانتصاراً لحرية الرأي والتعبير والمعتقد التي تكفلها الشرائع والقوانين، ودفاعا عن حق الانسان في الاجتهاد والخلاف والاختلاف، نحن الموقعين أدناه نجمع، من حيث المبدأ، على التضامن مع الشاعر أدونيس في مواجهة ما يتهدده من خطر على حياته، كما ندعو الى اطلاق حملة اجتماعية ثقافية واسعة تقف بالمرصاد لتيارات التخلف والظلامية والتكفير التي تعمل على تزييف الوعي والتحريض على التخوين والاغتيال». ووقع البيان: يمنى العيد، محمد المجذوب، صادر يونس، كريم مروة، عصام خليفة، أحمد بعلبكي، محمد علي مقلد، حمزة عبود، عبدالله رزق، حسان حمدان، محمد دكروب، فهمية شرف الدين، خيرية قدوح، كامل مهنا، انطوان حداد، مصطفى الأسير، ابرهيم بيضون، مسعود ضاهر، سونيا الدبس، جورج سعد، ناصيف نصار، انطوان سيف، جميل جبران، ماجد فياض، عمر فاضل، سهيل مطر، فاديا كيوان، جورج اصاف، بتول يحفوفي، أكرم سكرية، رغيد الصلح، سليمان تقي الدين، بسام المقداد، حبيب صادق. يشار إلى أن أدونيس كان قد اتخذ موقفاً مناهضاً للثورة السورية منذ انطلاقتها وهو ما فسره البعض انحيازاً طائفياً منه، رغم حمله للواء العلمانية الا انه صعد من موقفه المنتقد للثورات العربية ولاستلام الاسلاميين للحكم وذلك خلال حوار صحفي اجراه مؤخراً مع مجلة «بروفايل» النمساوية حيث قال خلال الحوار «كيف يمكن بناء أسس دولة بمساعدة نفس الاشخاص الذين استعمروا هذا البلد؟» في اشارة الى الانتداب الفرنسي على سوريا من عام 1920 الى العام 1946. واضاف ادونيس «انا لا أدعم المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الاسد، معتبرا ان أي تدخل عسكري غربي في سوريا ستكون له نفس عواقب غزو العراق عام 2003، وسيدمر البلد»، كما اعطى ادونيس صورة قاتمة للربيع العربي. وقال انه اعجب ببداية الثورات في العالم العربي لكنه تحول الى انتقادها مع وصول الاسلاميين الى الحكم في تونس ومصر اثر الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذين البلدين، وقال «لا توجد اسلاموية معتدلة» ويبلغ ادونيس الثانية والثمانين من العمر وهو علوي ينحدر من منطقة اللاذقية، انتقل للعيش في لبنان عام 1956 قبل ان يقرر الإقامة في فرنسا عام 1985 حيث عمل استاذا في جامعة السوربون.