يعرض مساء اليوم تلفزيون دبي لقاءً حصرياً مع الشاعر والمفكر السوري المثير للجدل أدونيس، في حلقة جديدة من برنامج: (مع زينة يازجي من باريس) في التاسعة والنصف. وقد أثارت مواقف أدونيس مؤخراً من ثورات الربيع العربي ومن الأزمة في سوريا، الكثير من الجدل والسجال في الساحتين السياسية والإعلامية العربية، إذ عبَّر عن إعجابه في البداية بالربيع العربي، بقوله: (إنها المرة الأولى التي لا يقلّد العرب فيها الغرب، إنها الاستثناء). غير أنه تراجع فيما بعد عن ردة فعله الأولى نحو هذه الثورات، وتحول إلى انتقادها بسبب وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر، ولجوء المعارضة المتصدرة للمشهد السياسي في ليبيا وسوريا إلى الاستنجاد بدعم الغرب لإسقاط الأنظمة القائمة في بلدانها، حيث يبرر أدونيس تراجع إعجابه بثورات الربيع العربي بالقول: (لم يجن ثمار هذه اللحظة الثورية غير الإسلاميين والتجار والأمريكان). وفيما يتعلق بموقفه من الأزمة السورية، قال أدونيس إنه لن يدعم أبداً ثورة تنطلق من الجامع، مشدداً على أن الثورة الحقيقية، على حد تعبيره، يجب أن تخرج من الجامعة وليس من الجامع، وهو ما عرّضه لاتهامات بمحاباة الأنظمة الحاكمة، وبالمراوغة والتأرجح في مواقفه بشأن الأحداث الجارية في سوريا، خاصة بعد تصريحه في مقابلة أجرتها معه مجلة (بروفايل) النمساوية فبراير الماضي بأنه لا يدعم المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وموازاة مع ذلك قال في تصريح سابق بأن أقل ما بإمكان الرئيس فعله هو أن يستقيل من منصبه. ويطالب أدونيس المعارضة السورية بإعلان خططها وأهدافها لما بعد إسقاط النظام، داعياً إياها (للقول إلى أي مدى، ووصولاً إلى أية جذور، تريد أن تصل في مشروعها التغييري). ويعتقد أدونيس أن مبدأ التأسيس للديموقراطية، يكون بالفصل الكامل بين ما هو ديني من جهة، وما هو سياسيّ واجتماعيّ وثقافيّ، معتبراً ألا مجال لنجاح أي تجربة ديموقراطية عربية إلا بالتأسيس لدولة علمانية يتم فيها فصل الدين عن السياسة تماماً.