في المقال السابق أشرت إلى أنه يوجد اختلاف وفرق في مفهوم وآلية عمل كل من الأسر المنتجة والمشاريع المتناهية الصغر والمشاريع الصغيرة والعمل عن بعد والعمل من المنزل. فالأسر المنتجة هي عبارة عن وحدة إنتاجية بسيطة عمادها أفراد الأسرة الواحدة أو الممتدة تستخدم مجموعة من العدد والأدوات أو التجهيزات لإنتاج سلعة لها ميزة نسبية، وذلك بمنح الأسرة الفقيرة وسيلة إنتاج تمكنها من خلال استغلالها من تغطية احتياجاتها والخروج من دائرة الفقر مستقبلا وتعتمد على توارث المهارات والخبرات أو ما يسمى (سر الصنعة) . وانتشرت هذه المشاريع في القرى والريف في المناطق التي تتميز بتراث شعبي غني بالمنتجات الحرفية و الأطعمة المشهورة بها هذه المناطق وقد تكون اندثرت ويتم إعادة إحيائها. بينما المشاريع المتناهية الصغر هي أحد النماذج المبتكرة لمواجهة الفقر تلك الفكرة الرائدة لبنك الفقراء والذي أسسه البروفسير محمد يونس (1983م) تحت اسم جرامين بنك ويعني بالبنغالية بنك القرية ليكون بذلك أول بنك في العالم يقدم رؤوس الأموال للفقراء فقط في صورة قروض بمبالغ صغيرة جدا لا تتعدى الألف دولار بدون أية ضمانات مالية ليقوموا بتأسيس مشاريعهم الخاصة المدرة للدخل، أي كان نوع هذا المشروع زراعيا أو إنتاجيا أو تقديم خدمات أو حتى بيع منتجات مستوردة . والذي تبنى فكرته و طبقها في المملكة برامج عبداللطيف جميل للمسؤولية الاجتماعية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) ويلاحظ أن هذين النوعين من المشاريع بالفعل تستهدف الفقراء كفئة مستفيدة من دعم الصناديق الحكومية و القطاع الأهلي الخيري أو برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات. وفي المقال التالي سأقدم تعريفا للمشروع الصغير و للعمل عن بعد والعمل من المنزل و لماذا من المهم التفرقة بين هذه الأنواع من الأعمال.