خلق الله الإنسان فهو بطبيعته الخلقية معرض للإصابة بالمرض، والأمراض نوعان عرضي ومزمن -عافنا الله وإياكم من شر الأمراض - ولكن هل من يعاني من مرض مزمن قادر على الإبداع؟ عندما نقرأ التاريخ نجد علماء وعباقرة خلد التاريخ أسماءهم قدموا للعالم نظريات علمية خدمت البشرية ومن هؤلاء إسحاق نيوتن مكتشف علم الجاذبية الأرضية فقد كان مصابا بالتوحد . وفي علم الفيزياء اينتشاين فقد كانت لديه اضطرابات نفسية لم تمنعه من أن يكون المرجع الأبرز للباحثين في علم الفيزياء . وفي الفن شخصية مستر بين الظريفة التي خلفها الحزن والمعاناة . وفي الفكر و الأدب الكاتب المغربي الزياتي له مقالات وكتب تعد فريدة من نوعها، عانى من مرض عضال حتى توفي. وفي الشعر أبو القاسم الشابي صاحب الأبيات الجميلة كان يعاني من مرض صدري مزمن توفي وهو شاب في سن السابعة والعشرين وهؤلاء نماذج بسيطة ،واعلم أن هناك الكثير قد أبدعوا في جوانب كثيرة في الحياة وهم يعانون أقسى الألم ومع ذلك أبدعوا وكان لهم حضور وكانت لهم بصمة تدل على وجودههم وهذا مايؤكد بأن المرض ليس عقبة في وجه النجاح بل بالعكس ربما يكون دافعا قويا للبذل والعطاء فجميل أن يمتزج الألم مع النجاح فيشكل متعة ينتصر فيها الشخص عند نجاحه تنسيه جميع آلامه حيث إن الحياة لاتفرق بين المرض والصحة فهي أخذ وعطاء لا تعرف الانهزامية ولا السلبية. ولكي تصل إلى ما تريد لابد من جلد وصبر واستبسال وتضحية .. نجاحك هو علمك وعملك اللذان نفعت بهما غيرك قبل نفسك، وليستحضر الشخص دائما مقولة إذا لم تزد على الحياة شيئا فأنت زائد. المرض يزول والنجاح يبقى وقفة: «توكل على الله واجتهد في عملك ستنسى المرض وتكون من المبدعين». فهد القثامي