عقد ونصف مضى على افتتاح أول ثلاث كليات مجتمع في المملكة في جازان وتبوك وحائل على ضوء دراسة قامت بها وزارة التعليم العالي والغرفة التجارية الصناعية ومكتب العمل في الرياض. تتكئ التجربة السعودية على النموذج الأمريكي الذي بدأ عام 1901م، ويبلغ عدد الكليات أكثر من ألف ومئتي كلية يتدرب فيها حوالى أحد عشر مليون طالب وفقا لإحصاءات الجمعية الأمريكية لكليات المجتمع. تؤدي هذه الكليات دورا مهما في دعم الاقتصاد الأمريكي عن طريق توفير فرص عمل وتنمية المهارات والموارد البشرية. تتميز كليات المجتمع الأمريكية بالاستقلال والمرونة العالية حيث تمكن الطالب من صقل مهارات ومواهب معينة أو إنهاء متطلبات جامعية أو الحصول على درجة المشارك بحيث تتيح للخريج إمكانية العمل ومواصلة الدراسة لإكمال الدرجة الجامعية. في المقابل لدينا بضع وخمسون كلية مجتمع في المملكة يدرس فيها قرابة خمسة وعشرون ألف طالب وطالبة، وقد نشأت هذه الكليات لاستيعاب الأعداد الضخمة من خريجي الثانوية الذين لا تمكنهم معدلاتهم من الالتحاق ببرامج البكالوريوس في الجامعة. تتراوح مدة الدراسة من أربعة إلى ستة فصول، وتركز على تطبيقات الحاسب الآلي والإدارة وتتولى الجامعات الإشراف عليها. وبحسب قوة الجامعة واستقرارها تستمد بعض الكليات تميزها وتمارس أدوارا جيدة في التنمية. كما تعمل بعض الكليات بدأب للحصول على الاعتراف الأكاديمي العالمي لبرامجها، وبناء شراكات عالمية، وتظهر قدرا من المرونة والسرعة في استحداث برامج احترافية للوفاء باحتياجات سوق العمل المتغيرة. كذلك يمكن لكليات المجتمع إعداد الطلاب للدراسة الجامعية لاجتياز متطلبات اللغة الإنجليزية والرياضيات بمعدلات تؤهلهمم للالتحاق بالتخصص المطلوب، واستيعاب المتعثرين في برامج البكالوريوس للخروج بالدبلوم الجامعي المتوسط على الأقل. منح طلاب كليات المجتمع المكافآت أسوة بزملائهم في الجامعة والكليات التقنية والصناعية؛ يسهم في دعم مسيرتها وتغيير الصورة النمطية السلبية التي جعلتها الخيار الأخير للطالب. أخيرا دعم حراك هذه الكليات يجب أن يستمر من خلال التواصل بين قياداتها لتبادل الخبرات تحت مظلة وزارة التعليم العالي، والجمعية السعودية لكليات المجتمع التي تأسست عام 1429 رغم افتقار الأخيرة للموارد المالية كحال الكثير من الجمعيات العلمية. للتواصل: Facebook.com/salhazmi1