تمثل حالة المواطن سعيد علي الزهراني من سكان محافظة المخواة بكل تعقيداتها، معاناة حقيقية لشريحة مهمة في المجتمع، وهي شريحة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة عموما. ويعاني الزهراني من إعاقة حركية منذ الولادة، نتيجة خلع بمفصل الورك الأيمن، ما أدى إلى قصور في الطرف الأيمن بنسبة خمسة سنتمترات، مع عرج شديد أثناء المشي ويحتاج إلى تدخل جراحي معقد وتركيب مفصل صناعي. إعاقة الزهراني، في الواقع ليست ذات شأن كبير في نظره، مقارنة بمعاناة ابنه البالغ من العمر 15 عاما، والذي يصارع المرض منذ ولادته، وأوضح الزهراني ل«عكاظ» أن ابنه «علي» يعاني من تشنجات شديدة منذ الطفولة، ما أثقل كاهل الأسرة بأعباء مضاعفة، ويضيف: «بدأت معاناة «علي» بعد ولادته بأربعة أشهر، عندما ارتفعت حرارته فجأة وتجاوزت أكثر من 40 درجة مئوية، تغير عقبها لون بشرته إلى الأزرق، فنقلته إلى مستشفى الباحة، وبعد طول انتظار في قسم الطوارئ تم تحويله إلى قسم العناية الفائقة للأطفال، ومكث هناك أكثر من ثلاثة أشهر دون أن يطرأ تحسن على حالته، ومن وقتها ونحن لا نكف عن البحث عن العلاج الشافي وتشخيص حالته المرضية دون جدوى». قال: «مأساة علي بدأت بعد ولادته بخمسة أشهر تقريبا، ونتج عنها إغماء واضطراب، وإعاقة عضلية، وكانت بداية الأعراض بانحناء والتواء في الرأس وتقوس في اليدين، مصحوبا أحيانا بتقوس في القدمين، مع تشنجات شديدة بشكل شبه يومي، وتزداد الحالة أحيانا لتصل إلى 10 مرات في اليوم». وزاد: «ابني يعاني فضلا عن الإعاقة العضلية، من إعاقة شديدة في التحدث ويعتمد على والدته في تناول الطعام وارتداء ملابسه والأمور الحياتية الأخرى، ويتحرك بصعوبة واضحة»، وخلص بالقول: «راجعت المستشفيات المتخصصة داخل المملكة، ولكن الاستشارات الطبية جميعها أكدت أن علاجه غير متاح في الداخل وأن الحالة يمكن التعامل معها في أحد المراكز المتقدمة لعالج مثل هذه الحالات خارج المملكة».