ألمح الأمين العام للأمم المتحدة إلى إعادة النظر في مهمة المنظمة الدولية في سورية بعد تفجير عبوة ناسفة لدى مرور موكب للمراقبين يضم رئيس البعثة الجنرال الإيطالي روبرت مود في درعا أمس، بينما اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام بشار الأسد بتدبير الانفجار لإبعاد المراقبين عن الساحة وتثبيت مزاعمه بوجود إرهاب في البلاد. وقال مون في بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي: إن «مثل هذه الحوادث التي تضاف إلى أعمال العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في عدد كبير من المدن في سورية، تعيد طرح مسألة التزام الأطراف بوقف العنف وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة الأممالمتحدة. وتحدث مون هاتفيا مع مود بعد الانفجار، وشكر المراقبين على عملهم في ظروف صعبة. وذكر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار «نعتقد أن سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي إبعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة أعدادهم». وتابع: إن «المتظاهرين هم من يريدون المراقبين لأنهم يشكلون عنصر أمان لهم. وفي وجودهم الشعب يستطيع أن يعبر عن مواقفه خلال تظاهراته السلمية». ومن جهته اعتبر الجنرال مود أن التفجير يعطي صورة تعكس حالة التحدي والعنف التي تشهدها سورية. وقال في تصريحات للصحافيين أن حل الأزمة لن يكون على يد المراقبين حتى لو عمل مراقب أو مائة أو حتى ألف، مشددا على أن الحل هو من الداخل بجلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار ووقف العنف». وأدانت فرنسا التفجير محملة السلطات السورية مسؤولية أمن المراقبين كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو. ووصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الانفجار بأنه «بالغ الخطورة». وقال إن على دمشق ضمان أمن وسلامة المراقبين الدوليين داخل الأراضي السورية.وقد انفجرت العبوة الناسفة لدى مرور موكب من ست سيارات للمراقبين الدوليين من بينهم رئيس البعثة الجنرال مود والمتحدث باسم المراقبين نيراج سينغ عند مدخل درعا، ما أسفر عن إصابة ستة جنود سوريين مرافقين للموكب. وأوضح سينغ أن أربعة مراقبين استقروا في مدينة حلب، مشيرا إلى أن «عدد المراقبين سيرتفع إلى أكثر من مئة في اليومين المقبلين». وأفاد مصدر محلي في المدينة أن المراقبين الأربعة تجولوا في أحياء باب الحديد وطريق المطار وباب النيرب والقاطرجي والميسر. وزاروا المدينة الجامعية التي شهدت مؤخرا مواجهات بين قوات الأمن وطلاب محتجين سقط فيها قتلى وجرحى من الطلاب. وفي غضون ذلك دعا العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر، المجتمع الدولي إلى توجيه ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا. واعتبر أن عمليات من هذا النوع ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.. ميدانيا سقط 15 قتيلا في أعمال عنف متفرقة في مناطق عدة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.