• بصراحة حياتي سعيدة مع زوجتي، ولكن بعد مرور خمس سنوات قررت الارتباط بأخرى على شرع الله وسنته، وفعلا تزوجت الثانية دون أن تعلم أم أولادي وتم كل ذلك خلال إجازة قصيرة تمتعت بها من عملي وتحججت عند زوجتي بأنني في مهمة انتداب، والآن وبعد مرور شهور على زواجنا أرغب في مصارحة شريكة عمري الأولى ولكنني أخشى أن لا تتفهم الأمر ولا تقدر وضعي وتصر على طلب الطلاق، فكيف أهمس في أذنها بأنني ارتبطت بأخرى دون أن ينعكس ذلك سلبا على حياتنا وخصوصا أنني لا أريد أن أخسرها وبيننا أطفال؟ أبوعادل جدة عرضنا موضوعك يا أباعادل على استشارية الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية الدكتورة ابتهاج فلاته فقالت: إن ما أقدمت عليه كان من الواجب أن يكون قائما على الصدق والصراحة والمفاهمة، وخصوصا أن الزواج أمر مصيري وقد أحل الله لك مثنى وثلاث ورباع، فدعني أسألك لماذا بادرت على هذه الخطوة في الخفاء دون أن تعلم زوجتك في الوقت الذي تدرك فيه تماما أن خطوتك قائمة على شرع الله وسنة نبيه الكريم، والأمر المهم الآن وقد ارتبطت بأخرى في السر هو مصارحتها لأنه إلى متى تكذب على زوجتك أم عيالك وتتجه لبيتك الآخر بأعذار مختلفة وكم من الحجج التي ستبررها عن غيابك المتواصل. يا أبا عادل الكذب حباله قصيرة والخطأ يجر خلفه أخطاء، وأنت خائف من مصارحتها تحسبا للطلاق وفقدانها وزعلها، ألم تفكر أن الزعل سيكون أكبر وأكبر عندما يأتيها خبر زواجك بأخرى من مصادر أخرى وليس من شريك عمرها. لسنا الآن في موضع العتاب أو السؤال عن المبررات، فالأمر قد وقع وحدث، ولكن عليك الآن أن تصارحها في جلسة خاصة عن ارتباطك بأخرى، وبما أنك حريص عليها وعلى أبنائك فامنحها الآمان والإطمئنان بأسلوب محبب وهادئ، وأن رضت بالأمر الواقع فإنه عليك العدل ثم العدل ثم العدل بينهن. وللزوجة أقول، لا تتعجلي في أي قرار تتخذينه في لحظة الغضب، فأنت في موقف لا يحسد عليه ويحتاج إلى الحكمة والروية والعقلانية والتوازن، فإنه يجب عليك وضع أمور عديدة نصب عينيك بمعنى هل ستكون حياتك أفضل بعد الانفصال، وماذا عن مصير الأولاد، وأمورك المادية، فكل هذه المعطيات يجب أن تكون موضع نظرك قبل اتخاذ أي قرار حاسم في هذه القضية.