جاره في الحي مروج للمخدرات كان عمره آنذاك ست عشرة سنة استغل إعجابه بلاعب كرة قدم مشهور لترويج الحشيش له فكان السبيل لذلك، كان يحلم ان يصل لمستوى هذا اللاعب في مهارته، وجدها جاره فرصة سانحة لفتح الموضوع معه الذي دمر حياته وكان ذلك بسبب سذاجته واستغلالا لمستواه المادي المرتفع وغفلة والده عن متابعته ، سأله جاره هل تريد ان تكون مثل هذا اللاعب؟ فأجابه بالإيجاب طبعا قال إذن عليك أن تتعاطى الحشيش مثله (وهو ليس كذلك) ولكن حيلة ماكرة فكر فيها للإيقاع بضحيته في الفخ وفعلا وقع فيها، توقع ان يكون مثل اللاعب بعد التعاطي ولكن لم يحصل ما توقعه ابلغ المروج انه لم يصبح مثله فضحك وسخر منه، وقال لقد أصبحت مدمنا مثلي .. تعالج في إحدى مصحات علاج الإدمان توقف لمدة سنتين بعد العلاج و لكن حدثت له انتكاسة وهي عودته لرفقاء السوء، هكذا كان يروي قصته بنفسه مرارا وتكرارا أمام الفريق العلاجي والمرضى للعبرة ، ولكن ماذا كانت خاتمته ؟ إنه وجد ميتا تحت أحد الكباري وبجواره ابرة الهيروين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ان تجمع الأطفال في الأحياء وجلوسهم سويا بصورة جماعية يشكل خطورة بالغة عليهم ومطمعا لمروجي المخدرات فتجدهم يندسون في أوساطهم ليتعرفوا على احتياجاتهم التي لا تستطيع أسرهم توفيرها لهم بسبب أو بدون سبب فبعض الأطفال يرغب ان يمتلك جوالا وبعض الشباب يرغب أن يمتلك سيارة وهكذا فيعرض عليه المروج انه سيوفر له مطالبه ولكن مقابل أن يقوم بترويج المخدرات ، فينساق وراءه ضعاف النفوس دون التفكير في العواقب ، ومن هنا أدعو أولياء الأمور إلى القرب من أبنائهم وأخذ الحيطة والحذر وأن لا يسمح لفلذة كبده بالتجمع في الطرقات وعلى الأرصفة لئلا يقع فريسة للمغرضين ، وتوفير البديل المناسب له لقضاء أوقات فراغه سواء داخل المنزل أو بإلحاقه بأحد الأندية الرياضية والأندية الصيفية التي تقام في المدارس وفي الأحياء مع زيادة الاهتمام بهذه الأندية كما وكيفا وتوفير احتياجاتهم قدر المستطاع. كان الحي والشارع في الماضي مدرسة تخرج للمجتمع رجالا وأبطالا أما في هذا الزمان كما بينت نتائج الأبحاث الاجتماعية أن مجموعة من الأحداث المنحرفين في دور رعاية الأحداث كان سبب انحرافهم وارتكابهم للجرائم اختلاطهم برفقاء السوء في الحي. عبد الرحمن حسن جان أخصائي اجتماعي