حذر مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، من أن مهمته ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية، معتبرا في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف أمس أن خطته تشكل الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية في سورية. وأبلغ المجلس أنه ينوي التوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة. وعبر عنان عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والتعذيب، لافتا إلى أن السلطات السورية اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. ودعا إلى إطلاق حوار سياسي، معربا عن أمله في أن يتمكن المراقبون الدوليون ال 300 من الانتشار في سورية بحلول نهاية الشهر الحالي. ولاحقا، أكد عنان في مؤتمر صحافي في جنيف خطته المكونة من ست نقاط وهي الفرصة الوحيدة المتبقية لاستقرار سورية، معبرا عن قلقه العميق من أن تغرق البلاد في حرب أهلية شاملة. وأضاف علينا أن نوقف عمليات القتل. ولفت إلى أن ثمة انتهاكات خطيرة مستمرة لوقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 ابريل «نيسان» الفائت. ومن جهتها أكدت مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة سوزان رايس أن الولاياتالمتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يرحل عن السلطة. وقالت في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي أن الوضع في سورية لا يزال صعبا للغاية. وشددت على أن واشنطن ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على النظام وعلى الأسد نفسه حتى يرحل عن السلطة. وتدعم الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد تسوية تضع حدا لأعمال العنف وتسهل عملية انتقال سياسي حقيقي في سورية. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تتمنى ذلك، رغم شكوكها في نجاح خطة عنان، مشيرة إلى أن نظام الأسد لم ينفذ كليا أيا من النقاط الست للخطة. وتابعت قائلة حال فشل هذه الخطة وفشل مهمة عنان فإن الولاياتالمتحدة ستكون على استعداد للبحث في إجراءات أخرى ضد النظام السوري. ودعا نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى استمرار الدعم لخطة عنان معربا عن مخاوفه من اندلاع حرب أهلية. وقال في تصريحات أثناء زيارته لبكين: سيفضي تصاعد العمل العسكري في سورية إلى حرب أهلية في البلاد. كما قال جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن القتال كان ضاريا للغاية في مناطق من سورية لدرجة أنه يمكن توصيفه في بعض الأحيان بأنه حرب أهلية محدودة. وأشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي إلى أن الأزمة السورية الراهنة تتطلب نشر 3 آلاف مراقب أممي، فيما أعلن مونتي عن إرسال 15 مراقبا إيطاليا. ميدانيا واصل النظام السوري عملياته العسكرية أمس ما أدى إلى سقوط 23 قتيلا بينهم طفلة وثلاث نساء قضوا برصاص قوات النظام في ادلب ودرعا وحمص وحماة ودمشق وريفها. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عددا من المدن السورية منها ادلب وحماة ودمشق وريفها والرقة وحمص ودرعا ودير الزور وحلب تعرضت لقصف عنيف وإطلاق نار عقب خروج مظاهرات فيها تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد ما أدى إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى إضافة إلى حركة نزوح كبيرة لقرى مجاورة.