تواصلت عمال العنف في عدد من المناطق السورية اليوم غداة الانتخابات التشريعية التي انتقدتها المعارضة ودول غربية، فيما ينتظر أن يبلغ المبعوث الدولي كوفي عنان مجلس الأمن الدولي اليوم بما آلت إليه خطته في سورية. وقال دبلوماسي غربي في الأممالمتحدة "سنرى أن كان عنان سيقدم مؤشرات على أن خطته لا تعمل". وقال دبلوماسي آخر "من الصعب التصور أن بإمكان المعارضة الموافقة على الحوار (مع الحكومة السورية) إذا كانت تتعرض لإطلاق نار وقصف وتعذيب". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ندد عشية هذا الاجتماع ب"وحشية" قوات الرئيس بشار الأسد مشيرا كذلك إلى أن الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد "تكثفت". وقال "نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة"، معتبرا أيضا أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأممالمتحدة لمواصلة قمعها. وفي ظل استمرار أعمال العنف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر اليوم إلى زيادة تمويل عمليات اللجنة في سورية وتحسين إمكانات تدخلها في هذا النزاع. وقال كيلنبرغر أن "توسيع الموازنة يعكس حرص اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة زيادة المساعدة الإنسانية"، مؤكدا طلب موازنة إضافية قدرها 27 مليون دولار (20 مليون يورو) من البلدان المانحة. ويزداد عدد اللاجئين السوريين الواصلين إلى شمال العراق حيث توزع المنظمة الدولية للهجرة المساعدات عليهم، بحسب ما أعلن اليوم متحدث باسم المنظمة في جنيف. وجرت في سورية أمس أول انتخابات "تعددية" منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة إلى وصفها بأنها "مهزلة" ودعت إلى مقاطعتها. وأشارت الصحف السورية اليوم إلى "المصادفة" التي حملها السابع من مايو الذي شهد "هزيمة نكراء" للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، وتسلم فلاديمير بوتين ولايته الرئاسية في روسيا، و"المشاركة الواسعة" في الانتخابات التشريعية في سورية. وذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم أن "يوم السابع من مايو شهد تحولات عالمية جذرية وجملة معطيات، اجتمعت اتفاقا ربما أو كشرط تاريخي، لكنها تصب حتميا في صالح القضية التي يخوضها السوريون في دفاعهم عن مستقبلهم". ميدانيا، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والأمنية في عدد من المناطق اليوم. وقتل فلسطيني برصاص طائش من القوات النظامية في برزة في دمشق، و3 أشخاص من بينهم سيدة في ريف إدلب وشخص في حمص، بنيران القوات النظامية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت لجان التنسيق المحلية أن بلدة قلعة الحصن القريبة من الحدود اللبنانية تعرضت اليوم لقصف عنيف مصدره القوات النظامية. وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن اليوم حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما "واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان مجهول" بحسب المرصد. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية تشن حملة مداهمات في الزبداني. وفي حماة وسط البلاد، أفادت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية أن القوات النظامية "قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق التي تشهد احتجاجات مستمرة والواقعة على مقربة من ريف إدلب الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سورية". وياتي ذلك غداة مقتل 27 شخصا بينهم مدنيون وعسكريون في الجيش النظامي ومنشقون في أعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 12 من أبريل، وبوجود عشرات المراقبين الدوليين في سورية. وقتل في سورية منذ اعلان وقف النار 831 شخصا من بينهم 589 مدنيا، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الاحتجاجات إلى 11925 شخصا من بينهم 8515 مدنيا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم خلال زيارة لروما حيث يعقد لقاء قمة مع الحكومة الإيطالية، أن على الأممالمتحدة أن تزيد عدد مراقبيها في سورية بشكل واضح. وأوضح خلال لقاء صحافي مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي "نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها". وأضاف "نحن ندعم خطة عنان لكن إذا سألني أحدهم عن آمالي فإني سأجيب بأنني فقدت كل أمل تجاه سلطات سورية". وتابع "ماذا يمكن أن يفعله 50 مراقبا؟ إنهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد". ومضى يقول "لم نتمكن من الحصول على الحل الذي نريد. ربما يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات أخرى". وعلق أردوغان على انتخابات سورية قائلاً "نحن لا نعتبر أن الأمر يتعلق بانتخابات حقيقية".