عادت قضية الكأس الاتحادية المسروقة إلى نقطة الاشتعال من جديد، في وقت اعتقد فيه متابعو الحادثة الغريبة خاصة من الاتحاديين أن الملف في طريقه إلى الإغلاق ورئيس ناديهم الأسبق «الذهبي» أحمد مسعود ومرافقيه في طريقهم إلى مكةالمكرمة للالتقاء بالزهراني واستعادة الكأس بعد أسبوعين من الإثارة والتكهنات والتحليلات التي ذهبت هنا وهناك. المفاجأة الجديدة أن أحمد الزهراني أبلغ المسعود ومرافقيه عن تلقيه اتصالا قبيل اللقاء بساعات من شخصية هلالية عرضت عليه مبلغ مليون ريال مقابل بيعه الكأس أو إخفائه أو تمييعه، ومضى أكثر عندما تحدث عن تلقيه اتصالا مشابها من عضو شرف أهلاوي قال له بالحرف الواحد «إذا كان لديك رغبة في بيع كأس السوبر كتحفة فأنا مستعد للتفاوض معك على المبلغ بعيدا عن كونه كأس بطولة» مما دفع بالزهراني على حد قوله انتظار زيارة المسعود لعرض تلك التطورات عليه، فكان رد الأخير عليه بأن نادي الاتحاد سيقدم له ماهو أغلى من المال وهو القرآن الكريم مؤكدا له وقد فهم المقصود بأنه سيناقش الإدارة الاتحادية حول تكريمه ماليا لإعادته الكأس المسروقة، مبينا له بخبرته الإدارية أن التكريم المنتظر لن يصل المبلغ فيه وفي كل الأحوال إلى ما عرضه عليه الهلالي المجهول والذي قال عنه رئيس الوفد الاتحادي بأنه ربما يهدف فقط إلى خلق إثارة الهدف منها تشتيت ذهن الزهراني وإطالة أمد القضية، لاسيما أن الجميع يعرف بأن الكأس لنادي الاتحاد، وبعد مشاورات بين الطرفين نجح المسعود في قطع الطريق على ماتحدث عنه الزهراني من إغراءات أهلاوية هلالية لم تتضح دوافعها بشكل كامل بعد إذا ماتأكدت صحتها. وكان أحمد مسعود وثلاثة من أعضاء مجلس إدارته السابقة وهم الدكتور توفيق رحيمي ومنير رفه ولؤي قزاز إلى جانب عضو الشرف سالم بن محفوظ وفريد مخلص برفقه عكاظ قد تواجدوا في منزل أحمد الزهراني بمكةالمكرمة مساء أمس ودار النقاش بحضور عدد من أبناء وأصدقاء الزهراني إلى جانب وسائل الإعلام حيث استمر الأمر لأكثر من 5 ساعات قبل الوصول إلى تسوية. وبدأ السيناريو باجتماع بين المسعود وأحمد الزهراني استمر قرابة ال15 دقيقة انضم إليهما بعد ذلك الدكتور توفيق رحيمي اتفق الطرفان على آلية معينة وبعد نهاية الاجتماع قام ابن أحمد الزهراني «حسام» بتسليم الكاس لأحمد مسعود الذي أعاده مرة أخرى لحسام مقدما المصحف الكريم كهدية، موضحا بأن الكأس في أيدي أمينة سواء كان في نادي الاتحاد أو في منزل الزهراني لافتا إلى أن الكأس سوف يتم نقله لنادي الاتحاد عن طريق أحمد الزهراني وابنه خلال زيارتهما للنادي، مبينا أن إدارة الاتحاد ستقدم عضوية شرفية مدى الحياة للزهراني وابنه كتقدير على دورهما البطولي، مشيدا بتعاون الزهراني الذي أثبت بأنه غيور على المكتسبات الوطنية المتمثلة في إعادة الكأس. المسعود طالب من هناك إدارة الاتحاد أن تقوم بتكريمهما ماليا تاركا تحديد المبلغ لإدارة النادي، مستبعدا أن تكون هناك مساومات من الزهراني، نافيا كذلك أن يكون هناك أي إجراء قانوني تجاه الزهراني معترفا بأن الكأس يعتبر شرعا ملكا له. من جانبه أكد أحمد الزهراني اعتزازه بحضور أحمد مسعود وكافة الاتحاديين الذين شرفوا منزله، مشير إلى أنه كان ينوي الذهاب بالكأس إلى نادي الاتحاد ويسلمه بنفسه لو لا خوفه أن يقال إن أحمد مسعود لم يف بوعده ولم يقم بزيارته مؤكدا بأنه يحمل للمسعود كل تقدير واحترام: «المسعود يملك أسلوبا تحاوريا في التفاوض يمنح كل شخص حقه ولولا المسعود اعتقد بأننا لن نصل إلى اتفاق ولكن وجود المسعود ساهم في حسم الموضوع بنسبة 99%»، مضيفا بأنه أدرك لماذا حقق الاتحاد مع هذا الرجل كل هذه الإنجازات؟ وماذكره المسعود خلال ظهوره بالعربية شجعني على لقائه فهو من القلائل الذين انصفوني عندما قال بأن الكأس ملك شرعي لأحمد الزهراني، أدركت بعدها مثالية هذا الرجل وما يتمتع به من أخلاقيات عالية فهو رجل يستحق الاحترام والتقدير. وأضاف أحمد الزهراني بأنه يعتب على إدارة الاتحاد عدم مبادرتها منذ أن علمت عن وجود الكأس بل لم تكلف نفسها بإرسال أي ممثل لها لحضور هذا الاجتماع، موضحا بأنه لم يطلب أي تعويض مادي، مشيرا فقط إلى أنه عمل بأصله وينتظر من الاتحاديين أن يعملوا بأصلهم وتقدير ذلك، مختتما حديثه بأنه سيقاضي كل من تقول عليه، مؤكدا من جديد أنه لم يساوم الاتحاديين للحصول على مبالغ مالية من أجل إعادة الكأس للاتحاد، فليس من طبعي المساومة والدليل أنني لم اتحدث عن جوانب مالية مع المسعود تاركا ذلك للاتحاديين أنفسهم. وقدم الدكتور رحيمي شكره للزهراني على محافظته على كأس الاتحاد وقال «أعتقد أن الأخ أحمد الزهراني حما كأس الاتحاد وبطولة مسجلة باسم الوطن من الضياع، وأعتقد أن هذه الخدمة التي قدمها الزهراني للوطن والاتحاديين يستحق الشكر والتقدير عليها وأن يتم تكريمه من قبل الاتحاديين كافة وليس من قبل إدارة الاتحاد الحالية». من جانبه قدم سالم بن محفوظ شكره الخاص إلى أحمد الزهراني على حسن الضيافة مشيدا بتعاونه منذ المكالمة الأولى التي لمست فيها تجاوبا، حقيقة لا أخفي عليكم بأننا قبل حضورنا إلى مكة كانت هناك شكوك حول مصداقية الرجل ولكن بعد لقائنا معه والاستقبال الذي يبيض الوجه يجعلني اعتذر نيابة عن كل اتحادي عن الأحاديث التي دارت خلال الأيام الماضية مبينا أن كل الاتحاديين يثمنون هذه المبادرة من الطرفين ولاسيما بعدما لمسوا حسن الاستقبال من الزهراني واختتم حديثه بأن أحمد الزهراني يملك معلومات وآثار تاريخية اتمنى أن تحظى بالاهتمام الإعلامي وإبرازها كما أحب أن أشيد بأسلوب أخي أحمد مسعود في إنهاء الموضوع مع حفظ تقدير كل طرف بعيدا عن المهاترات الإعلامية. لقطات الدكتور توفيق رحيمي داعب الإعلاميين عندما قال «حقق أحمد مسعود وإدارته تسع بطولات واليوم يحقق للاتحاد بطولة عاشرة بإعادة هذه الكأس للاتحاد». ** سالم بن محافظ وفريد مخلص أول الواصلين عند الساعة الخامسة عصرا بينما وصل المسعود وإدارته بعد صلاة المغرب. ** فريد مخلص قام بدور حلقة الوصل بين الزهراني والمسعود حيث كان على اتصال مستمر بالزهراني كونهما زملاء في العمل الإعلامي في فترة سابقة. ** حسام بن أحمد الزهراني كان متواجدا برغم ظرفه الصحي إلا أنه أصر على استقبال المسعود وتسليمه للكأس وكان قد لعب دور كبير في إقناع والده بتسليم الكأس للمسعود دون الانتظار العودة به إلى جدة إلا أن المسعود رفض ذلك. ** سالم بن محفوظ وفريد مخلص غادرا منزل الزهراني قبل حسم الموضوع لارتباطهما بموعد في جدة. ** أحمد الزهراني كشف بأن الكأس كان من ضمن مجموعة من النحاسيات التي اقتناها من إحدى البسطات بسوق الصواريخ ولم اكتشف الكأس إلا بعد منتصف الليل. وأول عمل قام به الزهراني هو البحث في النت عن صورة كأس السوبر وبعد التأكد قام بإبلاغ صديقه أبو عبدالملك الذي دله على بتال القوس. ** أحمد مسعود رفض الحديث في الموضوع حتى تحضر قناة العربية مؤكدا بأن القناة لها الحق في الحضور على اعتبار أنها هي الجهة الإعلامية الباثة للخبر. ** «عكاظ» رافقت الاتحاديين من جدة إلى منزل أحمد الزهراني في مكةالمكرمة. ** تلقى أحمد الزهراني اتصالا هاتفيا من رئيس نادي الاتحاد محمد بن داخل الجهني اعتذر الأخير فيه عن عدم حضوره مقدما له الشكر لما يقوم به تجاه الاتحاديين. ** منير رفه ولؤي قزاز طالبا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتحرك تجاه الكؤوس الثلاثة الأخرى كما طالبا بإعادة النظر في مسألة آلية الاستلام والتسليم من إدارة إلى أخرى. ** مشرف روم عميد الأندية أبو عبدالملك تواجد في المناسبة وساهم في نقل مباشر لاستلام رئيس نادي الاتحاد أحمد مسعود الكأس لجماهير الاتحاد عبر الموقع.