تحية ترحيب بالوفد المصري القادم من «مصرنا» العزيزة! فهذا هو ديدن الشعب السعودي العريض... ينسى الأسية... ويغفر الإساءة... ويفتح قلبه للمصالحات! فهو شعب تربى على خلق القرآن (والكاظمين الغيظ... والعافين عن الناس...) وفي أصله التاريخي العريق لم يمر بشحنات انفعالية خرجت به عن طوره المألوف والذي يمتاز بالسكينة والصبر والتحمل والتجمل والبعد عن المهاترات!... ولا له في الخناقات الشوارعية، ولا له.. في المظاهرات... ولا يجب الوقوف طويلا في الميادين! ولا يريد جنائز حتى يشبع فيها لطما... وصراخا!!.. طبعه شعب مسالم تغلبه طيبته ويأسره سجله التاريخي الخالي من الاحتجاجات الشعبية والثورات والمنغصات... لذا لاقت زيارة الوفد المصري الاستحسان والرضا والقبول كما لاقت الترحيب والإحسان على اعتبار أن بيت العائلة الواحدة تحدث فيه خصومات بين الأطراف ثم تعود المياه إلى مجاريها وستعود المياه إلى مجاريها بين السعوديين... والمصريين لا لشيء إلا... لأن ما بينهما لا يصلح... أن ينفرط عقده! وغير قابل للزوال... وما على سطحه من خدوش سرعان ما يشفى ويطيب!! فبيننا وبينهم ما بين الجلد والعظم من علائق والتصاقات ووشائج وتماسك! وقد يصاب جلدك بالحساسية المزعجة لكنك لا تقوى على نزعه من العظم! وفي النهاية...ما هو الدرس المستفاد مما جرى؟! ذلك لأن التجارب مصنع الشعوب... والتجربة خير معلم للبشرية... وعليها عماد المستقبل المنشود..كشف ما جرى بين المصريين والسعوديين الأيام الماضية عن جوهر العلاقة بينهما وعن ضرورة الحوار حول الأساسيات اللا مختلف عليها وهي أن في السعودية أكثر من مليون مصري لا يمكن معاقبتهم بذنب ارتكبه مصري واحد! فالاستثناءات الشاذة ليست مقياسا للحكم على الأشياء! وبعض نواحي العلاقة المصرية السعودية متروك لإعلاميي الفزعة..! أو الإعلاميين.. الانتهازيين الذين يريدون القبض من كل الجهات ويريدون نارا ينفخون فيها كي تزيد اشتعالا ويريدون علوا في الأرض! والواجب أن تتقدم الجهات المسؤولة لوضع قواعد وأسس للعلاقة السعودية المصرية تحميها من انتهازية بعض الإعلاميين ومن شطحات بعض القنوات الفضائية الكذابة... إنها اللحظة الفارقة بين الأمس والغد!!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة