يجب ألا نتوقف كثيرا عند قضية أحمد الجيزاوي وتهريبه للحبوب المخدرة تحت غطاء العمرة فهي واضحة ومثلها يحدث كثيرا من مختلف الجنسيات في مواسم الحج والعمرة من الرجال والنساء، ولا عند هجوم بعض وسائل الإعلام المصرية وبعض المحامين ثم نجند حملة للدفاع المضاد ونزيد الوقود اشتعالا في فترة حرجة يمر بها العالم العربي الذي لم تتشكل اتجاهاته بعد، وإنما يجب أن نراجع كل المظاهرات والشعارات المعادية والحملات الإعلامية قبل قضية الجيزاوي مثل قضية تهريب مواطن مصري لألف تي شيرت واتهام السعودية بدعم المرشح السابق عمر سليمان، وقضية المظاهرات أمام السفارة السعودية والهجوم الإعلامي بعد قضية تأخر سفر الحجاج المصريين وكذلك اتهام السعودية بالوقوف مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك ضد الثورة وقضية المدرس المصري وقضايا حقوق العمال المصريين ثم نضع سؤالنا الكبير لماذا ازدادت حدة العداء والكراهية ضد السعودية، وأقول ازدادت لأنها كانت موجودة في السابق ضمن سياقها الطبيعي في أن تكون هناك آراء لا تتفق مع سياسة السعودية ونهجها الذي ارتضته وارتضاه شعبها سواء من موقف مذهبي أو أيديولوجي أو فكري أو سياسي أو حتى نفعي.إن مصر دون شك قلب العالم العربي النابض وعلاقة السعودية بها لا تشابه غيرها منذ أن استقرت القبائل العربية في مصر واستقر كثير من المصريين في السعودية وأسهموا في بنائها ونهضتها وتعليمها ضمن أعداد كبيرة من العرب والمسلمين يدا بيد مع السعوديين، وخؤولة مصر لأبناء الجزيرة امتدت منذ مارية القبطية إلى عصرنا الحاضر، ولذلك يؤذينا أن نشن حملة على مصر بدافع العاطفة، ويؤذينا أكثر أن يشن أشقاؤنا المصريون حملة علينا بدافع العاطفة أيضا، وعلينا أن نكون أكثر صراحة وصدقا في مراجعة سياساتنا ومواقفنا من الطرفين بشفافية، فهناك أكثر من مليون مصري يعيشون في السعودية من حقهم علينا أن يعيشوا بكرامة وينالوا حقوقهم، ووفي مصر عشرات الآلاف من السعوديين المقيمين والدارسين ومئات الآلاف من السياح من حقنا عليهم أن يعاملوا معاملة الأخ لا الضيف، وعلينا في السعودية أن نراجع كثيرا من الملفات التي تستفز الإخوة المصريين ونفرزها عن الأخطاء التي تحدث من الجهتين وينفخ فيها بعض الجماعات النار لأهدافهم الخاصة، وتكون مواقفنا السياسية والإعلامية واضحة وموضوعية بعيدة عن المجاملات وإرضاء بعض الشخصيات على حساب الوطن؟