سقط 20 قتيلا وأكثر من 100 جريح في مواجهات بالعاصمة المصرية القاهرة أمس، بين متظاهرين مناوئين للمجلس العسكري الحاكم ومهاجمين مجهولي الهوية، ما أدى الى تصعيد حدة التوتر السياسي وتعليق أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية حملاتهم الانتخابية، بينما أعلن الجيش استعداده لتسليم السلطة بعد ثلاثة أسابيع. ففي محاولة لامتصاص الانتقادات الموجهة للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد، اعلن رئيس اركان الجيش الفريق سامي عنان خلال اجتماع مع ممثلي عدد من الاحزاب السياسية ان المجلس العسكري «يبحث تسليم السلطة في 24 مايو الحالي اذا انتخب رئيس الجمهورية خلال الجولة الاولى للانتخابات المقرر اجراؤها يومي 23 و23 من الشهر نفسه». غير ان احتمال فوز احد المرشحين للرئاسة في الجولة الاولى يبدو غير مرجح حتى الان، بحسب المحللين السياسيين الذين يتوقعون ان يتم حسم الامر بعد الجولة الثانية للانتخابات التي ستجرى في 16 و17 يونيو المقبل. واتهم المجلس العسكري، قوى (لم يسمها) بالوقوف وراء الاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع بهدف عرقلة إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور. وكان اشخاص غير معروفي الهوية هاجموا فجر أمس متظاهرين يعتصمون بالقرب من مقر وزارة الدفاع في حي العباسية بالقاهرة منذ السبت الماضي احتجاجا على ادارة المجلس العسكري الحاكم للبلاد، ما ادى الى اندلاع صدامات عنيفة اوقعت 20 قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب اطباء في المستشفى الميداني الذي اقيم قرب موقع المواجهات. وتبادل الطرفان لعدة ساعات التراشق بالحجارة وبالزجاجات الحارقة بينما تعرض اشخاص كانوا ينزفون بشدة للضرب بعصي حديدية كما سمعت اصوات طلقات نارية. وفي منتصف النهار، انتشرت قوات الجيش والشرطة وأقامت حزاما امنيا للفصل بين الفريقين. وعاد الهدوء نسبيا بعد الظهر. الا ان العديد من الحركات والاحزاب السياسية نظمت في العصر مسيرات الى الموقع الذي يعتصم به المتظاهرون للتأكيد على حقهم في الاعتصام والتظاهر السلمي ورفض العنف الذي تعرضوا له. وشهد وسط القاهرة وحي العباسية خلال ساعات المساء الاولى تظاهرات جديدة ضد الحكم العسكري، بمشاركة المرشح الاسلامي المعتدل للرئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح. وقرر اربعة من مرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية هم؛ الاسلامي المعتدل عبدالمنعم ابو الفتوح، ومرشح حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين) محمد مرسي، واليساريان حمدين صباحي وخالد علي تعليق حملاتهم الانتخابية الاربعاء اثر هذه الاحداث. واعتبر الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وهو احد اوفر المرشحين لانتخابات الرئاسة حظا ان «ما يحدث في العباسية من إراقة لدماء المصريين وترويع للآمنين اكبر دليل على ضرورة انهاء المرحلة الانتقالية وفقا للتوقيتات المحددة دون أي تباطؤ أو تأخير».