مع النتيجة والمستوى الكبيرين اللذين كان آل إليهما وضع فريق الأهلي أمام لخويا القطري ضمن تصفيات المجموعة الثالثة من بطولة أبطال آسيا، فقد قدم الفريق الأهلاوي ملامح ولقطات أدائية وفنية راقية، أظهرته بشكل مغاير تماما عما كان عليه في النسخ السابقة. تغيرات وتعديلات، و«سياسات» «جديدة» مختلفة، بدأت بالتصحيح واستقدام «جاروليم» وعدد من اللاعبين البرازيليين والمحليين «الجيدين»، والاستغناء عن بعض العناصر التي لم تقدم ما يشفع لها البقاء في قوائم الأهلي! ورغم مؤهلات وأسماء المدربين الذين مروا على الأهلاوي في السنوات القليلة الماضية، فإن أيا منهم لم «يوفق» مع الفريق لسبب بسيط هو أن «قناعات» وسياسات وأساليب معظم هؤلاء لم تنسجم مع فكر وإمكانيات ونفسيات معظم عناصر الأهلي في تلك الفترة، إلا في حالات تعتمد على قدرات هذا النمط من المدربين في التأقلم مع البيئة الرياضية المحلية، وتفهم مجمل مكوناتها! أضف إلى ذلك اختلاف الظروف الاجتماعية، وطبيعة الأسلوب الحياتي، وواقع اللاعبين المحليين وغيرها مما لم يمكن المدربين من تقديم وصياغة فريق أهلاوي قادر على المنافسة كما فعل ديدي وسانتانا.. وجاروليم أخيرا! الأهلي ومنذ فعاليات كأس خادم الحرمين للأبطال الموسم المنصرم، فريق آخر، بفنيات وأداء وخطط جماعية وفردية متوازنة، فاجأ الكثيرين برونق آخر، شديد الإبهار، مفعم بالمتعة، مستوعب للأوليات والأهداف، «أهلي» يعي ويقدر قوة الخصوم، ويحترم قدراته وقدرات منافسيه، فاندفع إلى الطليعة واثقا. هل كانت هذه التحولات الأهلاوية المهمة عشوائية؟ أم أن المعطيات والعوامل المتداخلة الأخرى، لعبت أدوارها بقوة في هذا التطور الأهلاوي؟ قد يكون شيء من ذلك وهذا، غير أن المتغير الحاسم، كان نابعا من أمرين: قدرة إدارية وقيادية سامقة، انتهجت أسلوبا تغييريا حاسما ودقيقا، وامتلكت أدواته المطلوبة؛ وثانيها: توفير الإمكانيات المادية والبشرية والخبرة القادرة على التدخل والتأثير المباشر. كانت القيادة الأهلاوية الرفيعة المستوى ممثلة في «خالد بن عبدالله»، هي التي حسمت موضوعات التغير الأهلاوي الواضح الملامح والتوجهات، وحددت عناصره وأسلوبه. «تدخل» «خالد» الرمز.. والإداري.. واللاعب.. والخبير الرياضي بخبراته وإمكانياته، وقدرته على الرؤية والتحليل والتخطيط، كان هو العامل الحاسم الذي «غير» «أوضاع» الأهلي تماما، الأمر الذي لم ينتج عن فراغ، فقد كان «خالد» «الإنسان الخبير» يمسك بكل أطراف «اللعبة»، و«الحركة»، قيادة، وتوجيها، وحضورا، ومتابعة. كان «خالد» خلال الفترة الماضية وما زال شعلة من العمل اليومي، لإصلاح الأوضاع وتسوية الأخطاء، التي شابت الفريق في النصف الأول من الموسم الماضي تحديدا. وعمل بهدوء وإتقان، مارس النقاش، والمحاضرة، واللقاءات الفردية والجماعية. نصح، ووجه، وراقب، وكافأ وعاقب وفق ما تقتضيه الأمور في حينها. عمل «رجل المرحلة الأهلاوية» على مناقشة «جاروليم»، «واجهه»، «عارضه»، شد على يديه، أيده وحذره أحيانا أخرى بلباقة وود. التقط «جاروليم» «المساندة الغالية»، واستفاد من الخبرة الفائقة من «مصدرها» الحريص على أوضاع الأهلي الكيان. انطلق «جاروليم» «مسلحا» بكل ذلك، بعد أن استوعب «ظروف» الفريق الأهلاوي، فاستجمع أدواته الفنية وراح يمارس عبرها إبداعات أهلاوية جديدة في حاضر الأهلي العتيد. وضع لكل لقاء أدواته وأساليبه الفنية الملائمة في أغلب الحالات، و«برع» في أسلوبه الهادئ مع اللاعبين. عمل جاروليم بلا مبالغة أو إسراف، وخطط بهدوء وأريحية. لم يعاند كما فعل بعض من سبقوه، أنصت وناقش بأدب واحترام، لم يلتفت في الغالب إلى ما تبثه وسائل الإعلام، فقد حاز ثقة لاعبيه، و«مساندة» كبير الأهلي والأهلاويين، وإدارته وجماهير ناديه، فقدم في كثير من المواجهات «أنجع» الأساليب التكتيكية، على الرغم من بعض «الأخطاء» و«الهنات»! «سر» تفوق الأهلي حاضرا هو «خالد بن عبدالله»، قيادة إدارية ورياضية مستنيرة، استحضرت أدوات التخطيط والنجاح، ولن يكون غريباً ولا مفاجئاً أن يقتحم الأهلي المباراة النهائية للكأس الذهبية الغالية، ويخطفها كما فعل قبل عام. «الكأس» الملكية الغالية قريبة إذا ما استمر «جاروليم» على ممارسة أسلوب حذر ومنطقي، وترك «الاندفاع» غير المحسوب أحيانا، وتحلى بالواقعية والثقة في قدرات لاعبيه. «الكأس» سانحة وآسيا ذاتها ليست ببعيدة إذا ما استمر نجوم الأهلي الحاليين على ذات الطريق، ينفذون خطط «جاروليم» بكل براعة، وبنفس الروح المتقدة، وواصلوا الثقة بالنفس، واحترام الخصوم. ثمار الموسم الحالي مؤاتية إذا ما استمرت إدارة الكرة بقيادة الخبير والصديق الكابتن طارق كيال في العمل بصورة منهجية، تراعي ظروف ومعطيات المرحلة بالتعاون الوثيق مع رئيس الأهلي المتألق الأمير فهد بن خالد وإدارته! الثمار قريبة إذا ما استمع زملاء محمد مسعد وتيسير الجاسم بعناية إلى توجيهات الخبير «خالد بن عبدالله» ونصائحه. هل يكون مسعد والجاسم ورفاقهما عند مستوى الحدث والزخم الجماهيري الأهلاوي؟ ويرفعون رايات النصر والإنجاز الأهلاوية في غد أخضر مشرق وسعيد، كلنا مفعم بآمال أهلاوية كبرى مع جماهير الأهلي المميزة!.