لحظة بعد لحظة تفتح أبواب الحياة لأمانينا، ونشعر بالدفء عندها نصور مشهدا جذابا، وعندما يحين لعقولنا الإدراك بأنها سوى أماني فقط!! فتذهب تلك الصور متهاوية إلى الأرض... قد يمثل تخوفنا وتشاؤمنا لنا احتمالا لقسوة المستقبل... فما الحياة سوى أماني مفبركة بعقولنا أو عدة سيناريوهات متوقعة.. والمستقبل سوى مصير حتمي لكل فرد في العالم.... فملامح الخيال الذي يخدعنا في كل فترة أمل بدخانه الخانق، وطرقه الوعرة... وبهذه الأماني التي نسعد بها، ونتعلق بها تعلق الطفل بأمه... عندما نستوعب ونفهم أن الحياة مجرد سكه حديد و قطاره يذهب بنا إلى حيث يريد... فما اغرب تقاسيم ملامحنا عندما لا نفهم بماذا نفكر؟؟ وقتها نتطلع في الأفق كي نستمد من صفاء سحائبنا... ونغرس زهرات صغيرة، ونحتضنها بكل حب وحنان... وبنظره حنون نقول «هذه هي أمنياتنا» فما أجمل الشخص عندما يداعب نفسه ويعطف عليها... لكن هل يدوم هذا العطف؟ أم يختفي وراء أمانيه؟... ليس للواقع مجال للأماني، ولقد فهمنا هذا كثيرا.. ولكن الذي لم نفهمه أنه مهما حصل نستمر بأمانينا.. أذا هي حالة فيسولوجية في الإنسان... والحالة المرضية أذا تعلقنا بها ونجعلها شماعة لعثراتنا.. هناك حالتان للأماني لا ثالث لهما في نظري، أذا ربطنا الأماني بشيء جميل فيبقى مناضلا له، وإذا ربطناه بمفهوم سيئ كالهروب من المضيقات والعقبات ويبقى الشخص مستغرقا بأمانيه في بحر لا يؤمن أمواجه... ونسينا أن الواقع هو الذي يفرض سيطرته على الجميع.. لكن عندما يفكر الإنسان بإيجابية ويدرك أن مهما حدث له من عقبات لا تثنيه عن الذي يريده، وهو باستطاعته المكوث أمام محكمة أفكاره التشاؤمية واعتقادات الآخرين القاسية وفرض الأدلة الواضحة ليس على براءته فقط أنما على إصراره على التحدي... ويدرك أيضا أن الحياة تسابق خيوط الأماني... فعقل الإنسان يبقى له حياة، وحياته هو عمق التفكير بأماني منطقية تثلج الصدور. منى رشيد الحربي (جدة)