أحاسيس إلكترونية تملأ جنبات مواقع التواصل الاجتماعي، يتعايش معها الكثيرون، يسكبون فيض مشاعرهم على الصفحات العنكبوتية، سواء كان ذلك عبر نصوص مكتوبة أو صور معبرة، فيما تعكس التغريدات لما بداخل كل شخص، سواء أكان حقيقة أو زيفا. المشكلة أن الكثير من المشاعر تبث عبر المواقع تجاه النصف الآخر، وقد تصل بالبعض إلى محاولة الارتباط الزوجي والتفكير فيه من خلال تلك المواقع. هنا مجموعة شباب وفتيات يناقشون موضوع الارتباط العاطفي، وما إذا كان ممكنا اختيار شريكة الحياة عبر صفحة للتواصل الاجتماعي، هل يحبذون الفكرة أم أنها غريبة وعصية على التطبيق؟ سلامة النية يرى محمد أبو مالك (مستخدم إنترنت) أن مجتمعنا يتحفظ على هكذا علاقات حتى لو كان الغرض منها شريفا: «نحن متمسكون بقوة بالعادات والتقاليد، أما الحكم بنجاح مثل هذه العلاقات الإنترنتية أو فشلها، فإن ذلك يعود إلى ثقافة الطرفين والبيئة المحيطة بهما، وعن نفسي لا أمانع في الارتباط عن طريق مواقع التواصل؛ شرط الالتزام بالضوابط الدينية والاجتماعية والثقافية والصدق وسلامة النية». خداع وتضليل ومن وجهة نظر مغايرة، يرى محمد بن هزاع (مصمم جرافيكس) أن هناك من يستغل مواقع التواصل الاجتماعي استغلالا سيئا ويجعلها مواقع للتسلية والخداع والكذب والتضليل: «مسألة اختيار شريكة الحياة من خلال هذه المواقع ربما تصطدم بالتضليل، خصوصا من أولئك الذين يدخلون بأسماء وهمية أو مستعارة أو بصور مزيفة، فربما تبنى علاقة صداقة وتتطور هذه العلاقة وتصل إلى قرار الزواج، وما أن يتم التفاهم حتى تكتشف أنها رجل أو شاب وهنا يكمن الخلل، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أشخاصا يبنون علاقات صداقة وثقة تتطور إلى زواج، وأرى أنه إذا وجد الشاب إنسانة توافقه في الطباع والأفكار فليواصل مشواره وليتقدم لخطبتها وفق المتعارف عليه». أين المشكلة أما عبدالرحمن الأنصاري (مصمم مواقع إنترنت) فيرى أنه من الممكن اختيار شريكة حياة من الفيسبوك أو غيره من مواقع التواصل ولا مشكلة في ذلك: «ومن وجهة نظري أن هذه الطريقة أفضل من الطريقة التقليدية في الوقت الحالي لوجود ميزة التعرف إلى من هي شريكة حياتك، خروجا على الطريقة التقليدية التي يتم فيها اختيار شريكة حياتك لك دون أن تعرف من هي». شيء مستحيل وعلى النقيض من ذلك تماما، كان سيف الأعنزي يرى أن هذا الأمر هو المستحيل بعينه: «بصراحة، ياما قلت هذا شيء مستحيل، وياما قلت «أموت ولا أرتبط عبر النت»، لكنني في النهاية ارتبطت ارتباطا أقوى بألف مرة من الارتباطات التقليدية، وتأكدت من إمكانية بناء علاقة وارتباط زواج من خلال النت، ولن يعرف قيمة ذلك إلا من تعرف على أناس وأشخاص وارتبط بهم عبر النت وأصبحوا إخوة». فيما يرى إبراهيم سعود (مقدم برامج) أن الفكرة جميلة في ظاهرها: «ولكن البحث عن مبدأ الأمان والصراحة وعدم الوقوع في المعلومات المشبوهة في هذه المواقع التواصلية قد يجهض أحلامنا». في حين يعتقد يوسف البطاح (مستخدم إنترنت) بإمكانية ذلك شرط إخلاص النية والصراحة والوضوح، ما يقود طرفا لآخر كشريك حياة». أسوأ اختيار وخلافا لهذه الآراء مجتمعة تعتقد جمانة الجبل (مستخدمة إنترنت) أن هذه المواقع هي أسوأ مكان لاختيار شريك أو شريكة الحياة، لأن هناك من يكذب ويتقمص شخصيات أخرى، وهناك الكاذبون والكاذبات مع الأسف، ما يؤدي إلى الندم في اتخاذ القرار في هذا الاتجاه، خصوصا أنه من القرارات المصيرية». دخيلة غير مقبولة وتؤيدها في هذا الاتجاه لميس النهدي (مستخدمة إنترنت) التي ترى أن العلاقة ما قبل الزواج يرفضها ديننا ومجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومن الصعب على رجل تربى في مجتمعنا أن يتسامح مع امرأة عرفها قبل الزواج، والمبدأ السائد لدى الشباب أن الأمهات والأخوات هن المسؤولات عن اختيار شريكة الحياة: «أعتبر أن هذه الطرق عبر المواقع الإلكترونية دخيلة على مجتمعنا وللأسف ضيعت كثيرا من فتياتنا، من حيث الشرف أو الأحاسيس والمشاعر». لا يجسد شخصيتي وإلى ذلك تؤكد حنان الغامدي (معيدة جامعية) في كلمات قاطعة: «من المستحيل أن أختار شريك حياتي عبر الفيسبوك أو الإنترنت على وجه العموم، لأن الشخصية المعلنة على الإنترنت عادة لا تكون هي الشخصية الحقيقية والواقعية للإنسان، وليس كل ما يكتب على حائط المواقع الاجتماعية يجسد شخصيتي وثقافتي ومشاعري، ولهذا لا أوافق على هذه الطريقة في الاختيار».