حسنا فعلت المملكة حين استدعت سفيرها في القاهرة للتشاور وأغلقت السفارة والقنصليات الموجودة في مصر بصورة مؤقتة ، فنحن بحاجة إلى إجراء هادئ لإيقاف حالة الهيجان ..ومن هنا حتى تهدأ النفوس في مصر المحروسة يكون لكل حادث حديث، فهذه الأزمة فرضت علينا ونحن بالطبع لانريد أن نخسر علاقاتنا التاريخية بمصر ولكن في الوقت ذاته لايصح تعريض طواقمنا الدبلوماسية للخطر في بلد يعيش أوضاعا سياسية مرتبكة. ليس من مصلحتنا أبدا الدخول في مهاترات وحروب كلامية مع أشقائنا المصريين خصوصا في هذه المرحلة التي يسعى فيها أعداء البلدين لتدمير الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، وإذا كان أخوك يمر بحالة هياج فالأفضل أن تبتعد عنه حتى يعود إلى حالته الطبيعية، لن نكسب شيئا من الرد على الشتائم بشتائم أكبر منها، هذا ليس أسلوبنا وهذه ليست من طباعنا سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاجتماعي أو حتى على الصعيد الإعلامي، صحيح أننا مستاؤون جدا من بعض العبارات التي صدرت من بعض الأخوة المصريين ولكن الرد على الشتائم بالشتائم سوف يزيد الأمور تعقيدا، كما أن الشتيمة: (تلف تلف وترجع على صاحبها) كما يقول أشقاؤنا في مصر ! . ومن المهم أيضا أن لا نربط بين هذه الحادثة العارضة وبين الشعب المصري الشقيق، فنحن نعرفهم جيدا ونعرف أن قلوبهم أكثر بياضا من القشطة، ولنتذكر جيدا أنه في حياة كل واحد منا عشرات الأصدقاء والزملاء المصريين الذين يعتز بهم وليس من الأنصاف أن نأخذ كل هؤلاء الأحبة بوزر مجموعات موتورة تريد أن تعلق فشلها السياسي والشعبي على شماعة الجيران . علينا أن ندرك بأن فئة كبيرة جدا من المصريين لا يرضيهم ماحدث تجاه أشقائهم السعوديين ولكن صوت هؤلاء ضائع في الوقت الحالي لأن الأواني الفارغة أكثر ضجيجا، ولأن صراخ السفهاء دائما ما يطغى على كلمات الحكماء، وأظن أن الكثيرين منكم لاحظوا تعليقات بعض الأخوة المصريين على شبكة الأنترنت والتي تحمل مشاعر الحب للسعودية وشعبها ولكن هؤلاء (مثلنا بالضبط) لا يستطيعون التحاور مع هذه المجموعات الموتورة التي اختطفت الثورة واختطفت ميدان التحرير وسوف تختطف مستقبل مصر وتقوده إلى المجهول، وقد وصل الحال بهذه المجموعات أنها لم تعد تكتفي بفرض (مزاجها) المتوتر على الشارع المصري بل تريد أن تفرض هذا المزاج الغريب على الدول المجاورة ! لذلك لا يعتبر قرار سحب السفير للتشاور تصعيدا للأزمة بل هو أفضل إجراء يمكن اتباعه في مثل هذه الظروف كي لا تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، فمصر اليوم تعيش مخاضا عجيبا قد تنتج عنه الدولة الديموقراطية التي قامت من أجلها الثورة قبل أكثر من عام، وقد ينتج عنه شيء آخر تماما، ونحن بالطبع نتمنى كل خير لأهلنا في مصر ، ولكن من الحكمة أن ننأى بأنفسنا عن مشاكل هذا المخاض كي لا يكسب أنصار الكراهية فرصا جديدة لتمرير أجندتهم وأخيرا نؤكد أنه برغم كل هذه الأفعال والأقول غير المسؤولة التي صدرت من البعض تجاه المملكة وشعبها فإننا لانملك إلا أن نحب مصر وأهلها ..وأزمة وتعدي ! . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة