انتقد أمين جائزة محمد حسن عواد وعضو النادي الأدبي في جدة سابقا محمد علي قدس التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الناقد الدكتور عبدالله الغذامي، والتي أكد فيها معاصرته لفترة تأسيس النادي الأدبي في جدة قائلا: «الغذامي يغالط الحقائق، ولم يلتحق بالنادي إلا بعد الانتخابات الثانية». وأشار قدس إلى أن نتيجة الانتخابات الأخيرة في نادي جدة ارتهنت لتشكيلات وتكتلات قادها أسماء من خارج المشهد الثقافي الحقيقي، قائلا: «خلال مرحلة عملي في نادي جدة، والتي استمرت أكثر من ربع قرن، لم أشاهد خلو النادي من الأسماء الثقافية الحقيقية كما شاهدته مؤخرا»، مشيرا إلى أن أغلب بعض الأندية تتجه في فترتها الحالية إلى الفكر الإخواني. وكشف قدس ل«عكاظ» عن بعض سمات المثقفين، إذ وصفهم بالمعقدين والمحطمين والمنفصمين في شخصياتهم، قائلا إنهم يسيرون مع التيارات الفكرية لأغراض أهمها: تمرير منتجاتهم الأدبية. ونوه بأن تضارب واختلاف تيارات المثقفين عن بعضهم أسهما في قلة العطاء والمنتجات الأدبية، مؤكدا أن كثيرا من الذين يطلق عليهم صفة المثقفين لا يستحقون لقب المثقف، وطالب في الوقت ذاته باستقلال الثقافة بوزارة لأنها باتت حملا ثقيلا على وزارة الثقافة والإعلام. وأوضح قدس أن الناقد عبدالفتاح أبو مدين حاول في فترة ماضية انتقاص دوره رغم إعداده تقارير سنوية عن النادي واستغرب العودة المفاجئة للدكتور عبدالله الغذامي والدكتور سعيد السريحي للنادي الأدبي في جدة بعد غياب عنه.. «عكاظ» التقت بالقاص محمد علي قدس،، فكان هذا الحوار: الانتخابات الأخيرة • ما سبب اعتراضك على الانتخابات الأخيرة في أدبي جدة رغم أن الرئيسين السابق والحالي لا يبتعد مكتباهما في قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز عن بعضهما كثيرا وهذا يتيح أن يكونا على درجة فكرية وثقافية واحدة؟ • النتيجة الأخيرة ارتهنت لتشكيلات خارجة عن إطار الأدباء والمثقفين والسبب يعود للائحة التي نشكو منها منذ سنوات. • وما مشكلة اللائحة؟ • فتحها الباب على مصراعيه لمن أراد الانضمام إلى الجمعية العمومية. • وما الحل؟ •أن تنص اللائحة أن من يستحق عضوية الجمعية العمومية يكون له باع وتجربة في الأدب وتاريخ في المشهد الثقافي ولا يكفي الإنتاج الأدبي. • أليس أعضاء اللائحة الحاليون ينطبق عليهم ما قلت؟ • كثير من الأسماء الحالية لم أشهد لهم حضورا حتى الرئيس الحالي لنادي جدة إذ قابلته مرة واحدة وليس انتقاصا له أو تقصيرا مني علما أن الصالة في الانتخابات الأخيرة شبه خالية من الوجوه الثقافية الحقيقية وأدباء جدة وألوم الأدباء الذين قاطعوا الانتخابات. • وما السلبيات في وجود أسماء ثقافية جديدة ألا يقودنا ذلك إلى ثقافة جديدة ربما تسهم إيجابا؟ • هي تجربة ولا أتنبأ بنتيجتها. • ولكنك اتهمت الديمقراطية أنها السبب لما آلت إليه النتائج الأخيرة فهل أنت ضد الديمقراطية؟ • لست ضد الديمقراطية بل تمنيت أن تكون بشكلها الحضاري البعيد عن التكتل أو الالتفاف على النتائج وأنا من رفع اعتراضا حول نتيجة الانتخابات في نادي جدة الأدبي وجمعت التواقيع. فكر جديد • هل تقصد أن الأندية الأدبية ستتجه إلى فكر مختلف أو ثقافة ما؟ • قد تصبح بعض الأندية إخوانية وهذا مؤكد فطالما انتقل هذا الفكر إلى مواقع التواصل والقنوات الثقافية فسينتقل إلى الأندية خاصة وأن كثيرا ممن نجح في الانتخابات الأخيرة هم من هذا التيار ولا أقصد بكلامي ناديا بعينه. • ما أكثر ما يفتقره المثقفون السعوديون حاليا؟ • يفتقرون إلى بوصلة فحتى الآن لم يحددوا هدفهم فيميلون إلى الليبرالية وينتقلون فجأة إلى تيار آخر. • وهل هذا مؤثر على الأدب؟ • نعم إذ يؤثر على العطاء لأن شكل المشهد الثقافي يعكس تفكير المثقفين ويوجه ثقافتهم ولابد إذا من توحيد تيارهم الثقافي. المثقف الحقيقي • لِمَ المثقف لا يعرفه العوام من الناس؟ • لو اتفقنا من هو المثقف لاتفقنا من يحق له أن يكون عضوا في الجمعيات العمومية وعموما المثقف كما يقال من يأخذ من كل علم بطرف وأنا أقول هو من لديه خلفية ثقافية قوية وأفق واسع ويفكر بشكل جدي ويجيب على الأسئلة في مختلف المجالات. • وهل يتوافر هذا في المثقفين اليوم؟ • أكثر المثقفين لا توجد لديهم هذه الخاصية ولا تنطبق كلمة مثقف عليهم. إحباط وارتباك • وما ملاحظاتك على المثقفين؟ • محبطون ومرتبكون ولا ندري عن أسباب ذلك فلربما هي الأحداث المحيطة وعدم مقدرتهم على تعريف المرحلة التي نحن فيها وهذا شوشهم ذهنيا ولم يعودوا قادرين على تفسير الوضع الحالي فباتوا لا يكشفون عن هوياتهم وانتماءاتهم. • وما السبب في إخفائهم لانتماءاتهم؟ • لا أدري علما أن السعي وراء التيارات كيفما تتشكل كون لدينا مثقفين متلونين. • ماذا تقصد بالمثقف المتلون؟ • هو من يمشي مع التيار وهذا انفصام في شخصيته وللأسف هؤلاء نسبهم كبيرة. • ولماذا يتلونون؟ • ليس هناك سبب، وأحيانا لتمرير منتجاتهم الأدبية. • وماذا تقصد بالأحداث التي أسهمت في تلوين المثقف؟ • ربما الربيع العربي فبعضهم يعتبره خريفا وبعضهم يتحمس له وآخرون يرونه مؤامرة ولن تجد المفكر الحقيقي الذي يفكر بشكل جدي ويعطيك النتيجة النهائية للحقيقة. • هل ترى أن وزارة الثقافة والإعلام أعطت للثقافة ما وهبته للإعلام؟ • أنا ممن طالب وزارة للثقافة قبل ضمها للإعلام وقلت إن دم الثقافة والأدب مشتت بين أكثر من جهة، علما أن وزارة الثقافة والإعلام مثقلة بهمومها وأعتقد أن الثقافة عبء عليها وأطالب باستقلال الثقافة بوزارة لا يشاركها فيها أحد. أندية المملكة • كيف ترى أداء الأندية في المملكة عموما؟ • أعتقد أن سنوات التأسيس للأندية الأدبية تجربة تستحق إعادة النظر فملتقى المثقفين الثاني الذي عقد في الرياض طالب بمراكز ثقافية بديلة عن الأندية الأدبية فالأخيرة لم تعد مجدية وهذه الفكرة لم تأت من فراغ بل طرحت بشكل جدي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) كما أن مركز الملك فهد في الرياض أنموذج يجمع بين الثقافة والأدب والفن. • ألا يمكن أن تقوم الأندية بعمل المراكز الثقافية؟ • بوضعها الحالي لا يمكن. • ألا تطالب بتوسيع أنشطة النادي؟ • بالطبع وأعتقد أن المثقفين لديهم حساسية من مسمى النادي الأدبي وبات لا يستقطبهم ولا أعتقد حضور من يستمع إلى رجل أو أديب أو مفكر يقرأ في أوراقه بالطريقة المملة ولمدة طويلة. • كيف يكون رئيس النادي مثاليا؟ • عندما يجمع عليه الأدباء وتكون علاقته بأدباء المنطقة قوية ويكون رجلا مؤسساتيا لا يحتكر المسؤوليات ويقبل النقاش ويتحاور مع الأعضاء ويوزع الأدوار. • ألا يوجد لون أدبي خرج عن إطاره الصحيح؟ • الرواية بدأت تتجه نحو السرد. الغذامي وأبو مدين • سمعتك تتهم الدكتور عبدالله الغذامي بأنه يغالط في الحديث عن فترة التأسيس؟ فما المغالطات؟ • الدكتور عبدالله الغذامي يغالط الحقائق إذ لم يكن له حضور في النادي وإنما دخل إليه بعد الانتخابات الثانية وذكر حكايات بأنه كان شاهدا على الفترة الأولى، وهو ليس من مؤسسي النادي، وحقيقة عودة الدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور سعيد السريحي حاليا إلى النادي الأدبي في جدة تثير التساؤل. • البعض يقول إن دور المرأة مهمش في الأندية ما صحة ذلك؟ • الواقع أن الرجل هو من أتاح لها دخول الأندية رغم أنها في فترة لا يتوقع دخولها وقد وجدت مكانها وأعطيت عضوية الانتساب للنادي، وكم تمنيت أن تأخذ دورها الحقيقي في الأندية وليس الاقتصار على رئاسة القسم أو اللجنة الثقافية النسائية فقط، علما أن دورها الحالي مهمش. • ألم تفكر في الكتابة عن مسيرتك والنادي الأدبي؟ • اطلعت على كتاب حوى تاريخ النادي الأدبي كتبه عبدالفتاح أبو مدين وذكر استعانته بي في كثير من المعلومات وخاصة مراحل تشكيلات مجالس الإدارة وللأسف أحيانا يلقي المؤلف الضوء على نفسه مهمشا الآخرين إذ ناقض نفسه عندما انتقص دوري في الكتاب وقال إنني لم أضع المعلومات في أرشيف خاص بالنادي رغم أنني أعد تقريرا سنويا لنشاطات النادي كما أعددت كتابا حول مسيرة الأندية الأدبية ووثقت تاريخها بعد مرور 25 عاما، ويؤكد هذا النهج منه على رغبته في تسليط الضوء على نفسه ليقال إنه الوحيد الذي يعمل، وأنا أقدره ولكن لابد أن تعطى الحقوق لأصحابها. • أنت أمين جائزة محمد حسن عواد فهل توقفت الجائزة؟ • لظروف اختلاف مجلس الإدارة ودخول المجلس الجديد توقفت ولم يعلن عن الجائزة حتى الآن.