دعا عدد من المهتمين بالطفولة من المثقفين والإعلاميين إلى إيجاد استراتيجية ثقافية للطفل يواكبها «شرعة أخلاقية للتعامل الإعلامي مع الأطفال» تهدف إلى تعزيز القراءة والمطالعة لدى النشء وإنتاج كتب وبرامج متطورة للأطفال، ومراكز لتأمين النمو الثقافي والنفسي والعاطفي والجسدي للأطفال. وشدد أعضاء الجمعية السعودية لرعاية الطفولة، الكاتب الإعلامي الدكتور محمد سالم الغامدي، والروائي عضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور مطلق البلوي، ورئيس تحرير صحيفة (وطني الإلكترونية) خالد جزاء الحربي، ومحمد هديان الحارثي مؤسس المجلة العربية الأولى لأنشطة ذوي الإعاقة والإعلامي ماضي الأمير مدير برامج الطفل في قناة جدة، إلى تعميم استفادة الأطفال من كافة الأنشطة الترويحية في المدارس وخارجها، عبر نشر ثقافة حقوق الطفل عبر وسائل الإعلام المختلفة، وقالوا: «إثارة اهتمام الأطفال بتوفير المعلومات الجديدة والمتطورة التي تواكب العصر تسهم في اكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم، لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة»، وطالبوا رجال الأعمال والمستثمرين والجهات الحكومية إيجاد تدابير وآليات لمراقبة وجودة ونوعية الخدمة الثقافية والإعلامية المقدمة للطفل لتكون آمنة ومتطورة بعيدة عن التقليدية، وأكدوا «لا يجوز خرق اتفاقية حقوق الطفل نصا وروحا في ديباجتها وموادها ال54، لا سيما المواد 13 و16 و17 و18 و29 في التعامل مع شؤون الطفل عبر الأخبار أو المقابلة أو التعليق أو التقرير أو التحقيق أو البرامج الإذاعية والتلفزيونية أو غيرها من فنون الصياغة الاعلامية»، متأملين أن يشهد اليوم العالمي للحق في المعرفة في 28 سبتمبر المقبل تحسنا في حق الطفل في الحصول على المعرفة والمعلومات. ودعا الدكتور مطلق البلوي والإعلامي ماضي الأمير إلى ضرورة اعتماد تشريعات أخلاقيات للتعامل الإعلامي مع الأطفال وإنتاج برامج أطفال ذات نوعية عالية، وتدريب الإعلاميين على طريقة تناول القضايا المتعلقة بالطفل وتقديم ما يحتاجه من جرعات ثقافية إعلامية تلبي احتياجاته، وتوفير الموارد اللازمة لإنتاج برامج أطفال متطورة بجودة وإتقان مستقاة من البيئة المحلية، وقالا: «كتابنا بإبداعاتهم حلقوا بعيدا عن أطفالنا وما ينتج من كتب تسويقية لا ترقى إلى عقلية طفل اليوم». وناشد الدكتور الغامدي القنوات الفضائية المرئية والمسموعة ووسائل الإعلام المطبوعة باحترام ذائقة الطفل وتطوير المعلومات له بشكل بتواكب وقدراته ومهاراته في هذا العصر، وقال: «علينا ككتاب ومفكرين ومخططين أن نسهم في إبعاد القديم الذي يعيق نمو الطفل ويسهم في استحداث برامج متطورة للطفل وأساليب توعوية تحترم عقليته». أما الحارثي، فطالب بالعمل على تيسير حصول الأطفال ذوي الإعاقة على برامج جاذبة ونوعية ومتطورة، وتوسيع مساحة برامج الأطفال والبرامج الموجهة إليهم، والعمل على إكساب الطفل المناعة اللازمة للتصدي لكل الأخطار والتحديات التي تواجهه في وسائل الإعلام المختلفة كما في البيئة المحيطة عبر تطوير المعلومات المقدمة للطفل إعلاميا. وعبر خالد الحربي عن أمله أن يسهم الإعلاميون والجهات المعنية في دعم تعزيز ثقافة الطفل للحصول على حقه في التثقيف والوصول للمعلومات المتطورة التي تواكب سرعة التغير، وقال: «في ظل ضعف المادة المقدمة للطفل في وسائل الإعلام التقليدية نطمح إلى أن يسهم مصممو البرامج والمواقع في إيجاد نافذة إلكترونية لتعزيز ثقافة الطفل بما يطور معلوماته ويحترم قدراته وميوله ومواهبه».