كلنا يا جماعة الخير ما ننسى المدينة ومزارعها وخاصة التي كانت في العوالي، وعلى طاري العوالي من ينسى مزارعها وخضرتها وقباء وروابيها والعيون ومزارعها الخلابة، الله على أيام زمان يوم كانت الحياة بسيطة في المدينة وكانوا الناس متعاونين، أما الآن، أمور الحياة باعدتهم عن بعض، وأذكر باب المصري بدكاكينه وأصوات البياعين، وباب المجيدي ومحلاته ومكتباته العامرة بشتى أنواع الكتب والمجلات، وفي العصرية كنا نروح للمسجد النبوي الشريف يا تحضر جلسة علم يا تشارك في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، حياة كانت حلوة ببساطتها وتنوعها وكلنا ما ننساها لأنها شكلت مرحلة من حياتنا، واللي يخليك تشتاق لهذيك الحياة وتتمنى لو ترجع لو يوم، من ينسى بياعين الحلبة والترمس الفول النابت، ولفلفتهم في حواري المدينة؟ من ينسى لعب الكورة والتحدي بين الشباب في أحياء المدينة في مباريات دوري كان اللي ينظمها في ذيك الأيام ناس لهم خبرة كروية، كانت أيام ومرت، وأحلام منها تحقق ومنها باقي، لكن تظل المدينة حلوة بجوها وناسها وطيبتهم اللي امتدت عبر الأزمان، الكل يلاحظها سواء حجاج أو زوار، وعلى طاري الحجاج والله كانت أيام حلوة أيام الموسم، فأي شاب في المدينة لا بد أنه شارك في موسم الحج وبعضنا إلى الآن يبيع للحجاج ويخدمهم ويتشرف بذلك، والله زمان كانت أيام حلوة وراحت، لكن تبقى ذكرياتها وعبقها وروحها وفي روحانيتها اللي تمتاز بها المدينةالمنورة الله لا يحرمنا منها.