أبغى أقولكم إيش كنا نسوي قبل ما يجينا شهر الخير رمضان، في زي هادي الأيام واللي بعدها لما يقرب الشهر الفضيل، كنا ياسيدي نستعدلوا من بدري. أول شي كنا نشتري الحب ونجيب حريم كانوا زمان يدوروا في الحارات يدقوا الحب، يعني يحطوا الحب في البالدي «السطل» ويحطوا عليه الموية ويخلوه زي ساعة زمن، بعدين يطلعوه من الموية ويحطوه على قماش نظيف من الدوت، وبعد كدة يجيوا هوند خشب «يد الهون» ويسموه الفندق ولو يد خشب طولها ستة أشبار ولو راصين زي الكورة ويحطوا الحب فيه ويتناوبوا على دقه ألين تطلع القشرة منه ويخلوه ينشف وبعدين ينسفوه يعني ينظفوه من القشر، بعدها ناخد الحب ونوديه عند أم سعيدة عشان تدقه في الرحاية وهادا الحب يسووبه الشوربة. وكمان نشتري حب نطحنو في البابور حق العجين يكون ناعم علشان يسووا منه السمبوسك، وناخد القدور والصواني النحاس ونوديها للنحاس علشان يبيضها وتكون نظيفة لأنه الشربة مايسووها إلا في قدر النحاس، كمان نشوف التنكة حقت السمن ونقصها بالنص اللي ما هو مفتوح ونحط بطحة نظيفة وبعدين نجيب رماد من القهوة ونحطو على البطحة ونجيب دقة الفحم ونحطها على الرماد عشان لما يولعوها تقعد مدة طويلة، ولما يسووا الشربة يسووها على نار دقة الفحم ألين تستوي اللحمة والحب. وبعدين يجينا عم رمضان، تشوف الزمازمة شايلين الدوارق من صباحية ربنا، ويدورا بها على البيوت ويحطو الدوارق عند الباب. وفي العصرية نخرج نجيب الثلج والشريك أبو السمسم والسوبية والزبيب، بس هادي لها شكل حلو، بياع السوبية والزبيب عنده أزيار فخار يحطها فيه، ويحطلك السوبية والزبيب ويحط أوصال ثلج ويغطيه بقماش أحمر على فم الزير. وفي البيت يكونوا الأهل غسلوا الشراب وبخروها ببخور له ريحة طيبة ويفحسوا غطيان الشراب وهي من النحاس اللين تلمع، ويبخروا الكاسات التوتوة «الألمنيوم» بالمستكى، كمان يسووا الألماسية والساكودانة والخشاف ويخلوه يبرد لأنه ماكان فيه ثلاجات زي دحين. ونجتمع على تبسي الفطور ولما يضرب المدفع نفطر عليه بالخير، بعدين نقوم نصلي المغرب وبعدين نشرب الشاهي بالنعناع ونقوم نتوضا ونتوكل على الله ونروح الحرم علشان نصلي العشا والتراويح. ليالي رمضان حلوة، كانوا القرايب والأرحام يروحوا ويجوا لبعض، وتلاقي بياعين المنفوش والترمس والفول دايرين في الأزقة كل واحد ينادي عاللي عنده، تسمع اللي يقول تسالي يامنفوش واللي يقول يافول على ترمس، ونزهم عليهم عشان يوقفوا وننزل نشتري منهم. وكنا زمان مانعرف إلا توقيت الساعة القديمة اللي يقولوا عنها الغروبي، يعني المغرب يأدن الساعة 12، كدا كنا ماشيين على هادا التوقيت، وبعد نص الليل بساعة تسمع واحد رجال في يده طبلة وعصاية صغيرة ينادي على أهل الزقاق كل واحد باسمه إن كان يعرف اسمه، واللا تسمعه يقول يا نايم قوم أذكر الدايم، وهادا عشان يصحيه للسحور وصلاة الصبح، وهادا الرجال اسموا المسحراتي. وإن شاءالله أكملكم الباقي الأسبوع الجاي إذا ربنا أحيانا، وأقولكم في أمان الله. * مدير مكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة سابقا