«نواف» طفل الثالثة الذي اطلق النار على والده مفرح الفيفي في العارضة، فاخترقت الرصاصة رأس الأب وأنهت حياته، الحادث الذي أثار موجة من الدهشة والذهول في محافظة العارضة، انتقلت تداعياتها إلى كافة الوسائط.. وكالعادة أشاعت المنتديات والمواقع الإلكترونية حزمة من الأباطيل والشائعات، لعل أخطرها أن الطفل نواف قتل والده انتقاما. هذه الفرضية المردودة، قال عنها جد نواف، العم علي الفيفي، «ما تداولته بعض الصحف والمواقع حول الحدث لا يمت للحقيقة بصلة، نواف طفل وديع، بل هو أقرب الأولاد العشرة لقلب والده الراحل، الذي ظل يغمره بالهدايا برغم بساطة حالته المادية، حيث يعمل بسيارته الخاصة للإنفاق على أسرته الكبيرة». من الهدايا التي ظل يتلقاها نواف من والده مفرح، مسدسات البلاستيك واللعب الصغيرة، وفي ذلك النهار مارس الصغير هوايته في محاربة طواحين الهواء، لكن الطلقة النارية الطائشة استقرت في جبهة والده الراحل.. فسادت حالة من الفزع في محيط الأسرة والجيران وتدافعوا إلى الغرفة إثر دوي الرصاصة ليجدوا الأب وسط بركة من الدماء فيما ألقت القوة الارتدادية للسلاح الناري مطلقها، نواف، إلى الخلف. طبقا للوقائع فإن الأب عاد من يوم عمل شاق، في اللحظة كان الصغير يعبث بالسلاح الناري الخطير، فتنبه الأب إلى أن نواف يقترب بأصبعه من الزناد، فحاول استدراك الأمر في آخر لحظة فاندفع لمنعه لكن أصبع الصغير كانت أقرب فضغط.. وسقط الأب ومات. تجمعت الزوجات الثلاث حول الزوج المسجى وفي رأسه جرح غائر نازف، ويقول الجار محمد القيسي، «تنبهت إلى أصوات صراخ واستغاثة فركضت إلى منزل جاري مفرح ووجدته ملقى على الأرض والدماء تنزف منه، طمأنت أهله بأنه بخير وطلبت من النساء مغادرة الغرفة، وفي لحظات وصلت الأجهزة الأمنية ونقلت الجثة إلى المستشفى العام، أما العم علي أحمد الفيفي والد الأب القتيل، فقال «هذا قضاء الله وقدره، وأستغرب للأراجيف والشائعات التي أحاطت بمقتل ابني، لم يكن نواف يعلم أن الأداة التي في يده أداة قتل»، نواف الذي كان يلهو في البيت، لا يعرف حجم الفجيعة التي أحدثها بتصرفه الطفولي البريء، وعندما سألناه أين أبوك، قال والبراءة تشع من عينيه «أبي في المستشفى بكرة يجيب لي لعبة». الدكتور عبدالرحمن الميرابي يقول «بعيدا عن التأويلات الاجتماعية التي تصاحب مثل هذه القصص، الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات لم يدرك بعد مفهوم الموت حتى يجعل منه وسيلة للانتقام؛ ولذلك لا يجوز لنا أن نفسر تصرفه على أنه مبني على خطط محكمة لتحقيقِ فعل عدواني، الطفل في هذا العمر، يدرك فقط مفهوم الغيرة، وتكون موجهة نحو أقرانه الأطفال لا الكبار».