هل تشعر أنك لا أحد؟ إنسان تحت الصفر؟ كائن تحت خط الفشل؟ إن كان إحباطك يوسوس لك بتلك الترهات التي يغذيها إهمال المجتمع، وعدم تقديره لمواهبك، واستهتاره بكيانك وإمكانياتك فسارع بشطف حجرات روحك وغسلها من تلك الأفكار قبل أن تفتح أبوابها لاستقبال نسمات التفاؤل، ونوافذها لاحتضان ضوء الأمل بالمستقبل وعشق الحياة، فما لا تعرفه عن نفسك هو أنك صاحب البطولة المطلقة في حياتك، ونجم نجومها الأوحد بلا منازع، لأن الله سبحانه وتعالى خلقك لتكون فريدا من نوعك، نادرا في وجودك، لا يشبهك غيرك، وإن لم تصدق فاسمع ما يقوله أستاذ علم التنمية البشرية الأمريكي «ديل كارنيجي» في كتابه الشهير «دع القلق وابدأ الحياة»: «الحق أننا مخلوقون بدقة تثير الرهبة، وتستدعي الإعجاب. وحتى بعد التقاء أبويك أحدهما بالآخر، وتزاوجهما، فإن احتمال خروجك أنت بالذات إلى حيز الوجود كنسبة 1 إلى 300.000 بليون، أي بمعنى آخر لو أن لك 300.000 بليون شقيق وشقيقة لكانوا جميعا مختلفين عنك!». أي أن وجودك فوق سطح الأرض يعتبر بصمة لم تكن قبلك، ولن تكون بعدك أبدا. فكيف تسمح لنفسك بعد اكتشاف هذه الحقيقة العظيمة بالرضوخ لوساوس الإحباط، والتشاؤم، وفقدان الأمل؟ هيا أيها البطل، انفض عن روحك غبار الكسل وسارع بالتخطيط لإنجازاتك التي ستبهر بها هذا العالم. ما الجديد الذي ستتعلمه كي يضيف إلى مهاراتك؟ ما التجارب التي ستغامر بخوضها لتضاعف من صلابة روحك؟ ما الأفكار التي ستفصح عنها بثقة وشجاعة أمام جميع خلق الله فارضا عليهم احترامك؟ ألم تسمع صوت نانسي في إعلان المشروب الغازي الشهير وهو يصدح مشجعا: «اصحى وشغل عقلك.. لا تيأس إيه؟! ده بتهيأ لك»؟. [email protected]